يسعى التياران المعتدل والمتشدد في جماعة "الاخوان المسلمين" في الأردن الى "احراج" المكتب التنفيذي للجماعة الذي يسيطر عليه تيار الوسط بطرح الثقة فيه خلال اجتماع مجلس شورى الجماعة الذي سيعقد في غضون أيام. يأمل التياران اللذان تنافسا تاريخياً على قيادة "الاخوان المسلمين" في الأردن بالحد من سيطرة تيار الوسط، وتجنيب قيادة المتشددين محاكمة تنظيمية قد تصدر عنها عقوبات بالتجميد، بعد مخالفتهم قرار المكتب التنفيذي بخصوص انتخابات الهيئة الادارية لجمعية المركز الاسلامي التي تشرف على المرافق الحيوية الاجتماعية للجماعة. ويعرف التيار المتشدد في "الاخوان" بتيار "الجمعية" نسبة الى جمعية المركز الاسلامي التي يسيطر عليها تاريخياً، وقد حاول المكتب التنفيذي الذي يسيطر عليه الوسط انهاء سيطرة التيار المتشدد في آخر انتخابات جرت الشهر الماضي، لكن قيادة التيار المتشدد، مثل الدكتور همام سعيد والدكتور محمد ابو فارس، خالفا قرار القيادة وأكدا سيطرة تيارهما على "الجمعية" التي تدير مؤسسات ضخمة مثل المستشفى الاسلامي وكلية المجتمع الاسلامي ومدارس دار الأرقم. وكانت قيادة الجماعة اوقعت عقوبات قاسية برموز المعتدلين الذين خالفوا قرارها بمقاطعة الانتخابات النيابية لعام 1997 مثل الدكتور عبدالله العكايلة عضو مجلس النواب الحالي والدكتور بسام العموش الوزير السابق اللذين فصلا من الجماعة. ويركز التياران المعتدل والمتشدد هجومهما على نائب المراقب العام عماد ابو دية. وسيحاولان في اجتماع مجلس الشورى اقصاءه من موقعه "وفق اللوائح الداخلية". ويدعي التياران انهما يملكان "الغالبية اللازمة لذلك"، لكنهما يضعان المراقب العام عبدالمجيد ذنيبات "فوق الخلافات". ويرى قيادي في تيار الوسط ان التحرك "محاولة يائسة لتجنب محاكمة عادلة"، مشيراً الى ان محاكم مجلس الشورى تستند الى "لوائح وأنظمة وعليها رجال ثقاة تقاة. ومن يعتقد انه على الحق فلا يخشى المحاكمة". وكانت قيادة الجماعة جمدت عضوية المخالفين من التيار المتشدد غير الأعضاء في مجلس الشورى الذين خالفوا قرارها بخصوص انتخابات جمعية المركز الاسلامي. ويرفض قادة تيارات الجماعة الاشارة الى خطوات "انشقاقية" ويقولون ان "التجارب أكدت وحدة الجماعة التي تحتكم الى الشورى والمؤسسات". ويأتي اجتماع مجلس شورى "الاخوان" الذي يمثل المرجعية العليا للجماعة بعد الفوز الذي حققه ذراعها السياسي جبهة العمل الاسلامي في البلديات الكبرى في الانتخابات البلدية التي جرت الأسبوع الماضي. ويعتبر احد قياديي التيار المتشدد الدكتور همام سعيد ان التحرك الذي يسبق اجتماع مجلس الشورى جزء من "منهجية الاخوان في التداول والتشاور والتصويب" مشيراً الى ان الجماعة دائماً في حال "حراك داخلي". ويتوقع ان يطرح التياران المعتدل والمتشدد موضوع العلاقة مع حركة المقاومة الاسلامية حماس "ورقة ضد قيادة الجماعة الحالية" التي حاسبت أعضاء من الجماعة على علاقتهم التنظيمية مع "حماس" من دون علمها. لكن قيادة الجماعة ترد على ذلك بتأكيدها على "مناصرة حركة حماس ومشروعها الجهادي من دون الاخلال بالأعراف التنظيمية والاحترام المتبادل لقواعد العمل السياسي".