كشفت مصادر مطلعة في جماعة "الاخوان المسلمين" في الاردن ان تيار الوسط في الجماعة حقق غالبية في مجلس شورى الجماعة الذي تم اختياره يوم الجمعة الماضي. واوضحت ان رموزاً معتدلة واخرى متشددة اخفقت بصورة مفاجئة في الانتخابات التي تجرى كل اربع سنوات. واوضحت المصادر ان التيار الوسطي حصل على نحو 25 مقعداً من اصل 45 في المجلس ما يؤهله للسيطرة على المكتب التنفيذي وتنصيب المراقب العام للجماعة. وكان التيار الوسطي حتى اجراء الانتخابات الاخيرة جزءاً من التيار المعتدل في مواجهة التيار المتشدد الذي قاد الجماعة قبل 1990. الا ان هذا التيار تميّز باتخاذه قرار مقاطعة الانتخابات النيابية في 1997 والذي حظي بتأييد المتشددين. وتؤكد المصادر الاخوانية ان التيار المتشدد او ما يعرف بپ"صقور الاخوان" "لم يتمكن من الحصول على الغالبية، وان كان حقق تقدماً في بعض المواقع، وهو يحاول تجيير مقاعد التيار الوسطي لمصلحته". ولفت مصدر اخواني مطلع الى ان "المتشددين خاضوا معركة انتخابية ضارية ضد التيار الوسطي". وبرزت في الانتخابات مفاجأتان، حسب النتائج الاولية، وهي اخفاق الدكتور اسحاق فرحان الامين العام السابق لحزب جبهة العمل الاسلامي رئيس مجلس الشورى الحالي وهو من ابرز رموز المعتدلين، وكذلك اخفاق الدكتور همام سعيد ابرز رموز المتشددين. وعلق قيادي اخواني على المفاجأة بقوله ان "قواعد الجماعة عاقبت المعتدلين التقليديين والمتشددين واختارت الوسط"، موضحاً ان "التيار الوسطي المعتدل تبلور بشكل واضح في الانتخابات" معتبراً انه "وريث للتيار المعتدل التقليدي". وكشفت المصادر الاخوانية ان جميع اعضاء المكتب التنفيذي الحاليين الذين تبنوا قرار مقاطعة الانتخابات النيابية اعيد انتخابهم وهم: جميل ابو بكر الناطق الاعلامي باسم الجماعة وعماد ابو رية رئيس قسم التخطيط، وداود قوجق أمين السر وسالم الفلاحات. وتتوقع المصادر ان يعاد انتخاب هؤلاء لعضوية المكتب التنفيذي الجديد. ويتوقع اعادة انتخاب عبدالمجيد ذنيبات مراقباً عاماً للجماعة ما يجعله يحصل على عضوية مجلس الشورى بحكم موقعه. ومن المتوقع انتخاب عماد ابو رية نائباً للمراقب العام. وسينتخب مجلس الشورى خمسة اعضاء من خارجه "من اصحاب العلم والخبرة". وستعلن اسماء اعضاء المكتب التنفيذي الجديد والمراقب العام في مؤتمر صحافي يعقد بعد اسبوعين. وستبقى اسماء اعضاء مجلس الشورى سرية وفقاً للعرف الاخواني.