تسعى الخطوط الجوية العربية السعودية "السعودية" الى التوسع في تشغيل رحلاتها الدولية وفتح اسواق جديدة لزيادة الارباح التي تحققها من خلال التشغيل الدولي. وعزا السيد عبدالعزيز الحازمي مساعد المدير العام التنفيذي للتسويق في "الخطوط السعودية" في مقابلة خاصة مع "الحياة" سبب الخسائر التي تتكبدها "السعودية" الى "ان اسعار التذاكر الداخلية بين المدن السعودية لا تغطي حتى الحد الادنى لتكاليف التشغيل الباهظة". واشار الى ان "السعودية" تتوسع حالىاً في البرامج السياحية الداخلية، مشيراً الى ان شركته نظمت خلال الفترة الماضية عدداً من الرحلات السياحية الى مناطق سعودية لسياح اميركيين وىابانيين واوروبيين "مختارين بعناية"، والى ان هذا البرنامج يجد اقبالاً كبيراً اذ ان "السعودية" تملك حجوزات مؤكدة لهذا البرنامج حتى نهاية السنة الجارية. وذكر ان الانتهاء من تسلم الطائرات الجديدة سيضيف الكثير الى الامكانات التي تمتلكها الخطوط، السعودية مشيراً الى ان الطائرات الجديدة عززت من مكانة الشركة في الاسواق الداخلية والخارجية. وتوقع ان تنقل "السعودية" خلال الصيف الجاري نحو 3.5 مليون مسافر من السعوديين والمقيمين ما يمثل نحو 30 في المئة من المسافرين سنوياً على متن نحو 20290 رحلة وداخلية مجدولة واضافية. وفي ما يأتي نص الحوار: كيف ستستفيدون من الطائرات الجديدة؟ تسلمت "السعودية" حتى الآن 42 طائرة ضمن الصفقة الأخيرة التي تشمل 61 طائرة من بينها 19 من طراز "ام دي 90" و16 طائرة بوينغ 777، وثلاث "بوينغ "747 - 400"، وأربع "ام دي 11" للشحن. ولا شك ان ادخال الطائرات الجديدة الخدمة على الرحلات الداخلية والخارجية اضاف وسيضيف الكثير الى امكاناتنا الكبيرة اصلاً وسيتيح تقديم افضل الخدمات لعملائنا كون الطائرات الجديدة التي اشترتها "السعودية" مجهزة بأفضل التقنيات والخدمات الترفيهية اضافة الى ان السعة المقعدية الموجودة في هذه الطائرات ستمكن "السعودية" من تلبية الطلبات المتزايدة على خدماتها خصوصاً الى بعض العواصم العربية والدولية. كما ان وصول الطائرات الجديدة عزز بالفعل من مكانة "السعودية" داخل اوساط الطيران العالمية وأعطاها مكانة تسويقية في الاسواق الداخلية والخارجية ومرونة للتجاوب مع متطلبات السوق التي تنمو بسرعة كبيرة. ونحن مستمرون في افتتاح خطوط جديدة ففي الاشهر القليلة الماضية افتتحنا خطوطاً جديدة مثل أثينا وميلانو ورحلات اسبوعية الى ملقة الاسبانية ونيس الفرنسية واخرى جديدة الى الاسكندرية وزدنا عدد الرحلات الى صنعاء وغيرها ضمن خطة فتح اسواق عالمية جديدة لزيادة الحصة في سوق الطيران العالمية. كما ان الاستفادة من الخدمات التي ستقدمها الطائرات الجديدة لن تقتصر على السفر فقط اذ ان انضمام اربع طائرات جديدة من طراز "ام دي 11" للشحن ساهم وسيساهم في فتح اسواق جديدة امام "السعودية". وأود ان اشير هنا الى ان دراسة الجدوى الاقتصادية التي اجرتها "السعودية" لفتح محطات خارجية للشحن اسفرت عن افتتاح خمس محطات جديدة تغطي اسواق لاهور ونيودلهي ومدراس وكولومبو ودكا لتغطي "السعودية" بالمحطات الجديدة اسواق آسيا واوروبا واميركا والشرق الاقصى وشبه القارة الهندية والىابان وليرتفع عدد محطات الشحن التي تطير الىها "السعودية" الى 15 محطة دولية، وهو الامر الذي يؤكد رغبة "السعودية" وقدرتها على المنافسة على العالمية نظراً الى امكاناتها الكبيرة. هل صحيح ان الرحلات الداخلية هي سبب خسائر "السعودية" وماذا عن الرحلات الدولية؟ - الجميع يعرف ان ""السعودية"" ومنذ انشائها قبل اكثر من نصف قرن كانت تقدم خدماتها من خلال ربط المناطق "السعودية" ببعضها بعضاً. لكن اسعار التذاكر الداخلية بين المناطق "السعودية" تعد الاقل على مستوى العالم اذ انها لا تغطي الحد الادنى لتكالىف التشغيل الباهظة وعلىه فإن "السعودية" لا تحقق ارباحاً في هذه الرحلات. لكنها من جهة اخرى تحقق ارباحاً جيدة من التشغيل الدولي الذي تسعى الى زيادته من خلال التوسع في تشغيل الرحلات الدولية وفتح اسواق جديدة وتقديم اسعار تتميز بالمرونة والمنافسة وتجنب الخسائر التشغيلية ومحاولة في الاطار نفسه المواءمة بين تحقيق الرسالة الوطنية وتحقيق الربحية. ما هي خطط "السعودية" المستقبلية؟ - التطوير عندنا مستمر وبدأنا قبل اعوام عدة خطوات عملية لتحقيق هذا التطوير من خلال تطبيق البرنامج الخاص بتجديد المظهر العام للمؤسسة الخاص بشعار "السعودية" وكذلك استكمال برامج اعادة هيكلة قطاعات الشركة الادارية والتنفيذية لتتناسب مع مرحلة التطوير الشامل. وكل من يتعامل مع الخطوط "السعودية" حالىا يجد التطور في جميع قطاعاتها وسيستمر هذا التطور في كافة قطاعات الشركة. ما هو دور "السعودية" تجاه قطاع السياحة الداخلية الذي بدأ في الانتعاش في الاعوام القليلة الماضية؟ - تعاملنا مع التطورات الايجابية في قطاع السياحة الداخلية في شكل جدي وعملي عندما وفرنا الرحلات الاضافية اللازمة لمناطق الاصطياف السعودية اضافة الى تطوير برامج "السعودية" للسياحة بتقديم الخدمات السياحية الشاملة، كما شغلت "السعودية" رحلات مباشرة من دول مجلس التعاون الخليجي الى ابها شاملة الجولات السياحية التعريفية بتلك المناطق إضافة الى تنظيم جولات سياحية لمجموعات اوروبية واميركية ويابانية تم اختيارها بعناية. وبدأت "الخطوط السعودية" نهاية العام الماضي استقبال اول الوفود السياحية الاجنبية من جامعة هارفرد الذي زار كلاً من الرياضوجدة والظهران والجبيل والجوف وأبها ونجران ومدائن صالح والطائف والباحة لتتوالى بعدها زيارات الوفود السياحية من الىابان والنمسا والمانيا وبريطانيا وايطالىا ليصل العدد حتى نيسان ابريل الماضي الى نحو 718 سائحاً ولدى "الخطوط السعودية" عدد من طلبات الحجز لمثل هذه الرحلات في المدن السعودية حتى نهاية السنة الجارية. ولن تكتفي "الخطوط السعودية" بدور الناقل بالنسبة للسياحة الداخلية او الخارجية. فالبنسبة للسياحة الداخلية جهزت برامج سياحية تشمل عدداً من المنتجعات السياحية السعودية مثل منتجعي أبها والقرعاء السياحيين اضافة الى السياحة الدينية في مكة والمدينة وسياحة الصحاري والمناطق البرية وتسلق الجبال في عسير وغيرها من البرامج السياحية الداخلية اضافة الى ان "السعودية" اعدت لعملائها برامج سياحية في عشر محطات خارجية تركز على خصوصية الاسرة السعودية هي اورلاندو ولندن وباريس وتركيا ومالىزيا وسنغافورة والقاهرة وبيروت وتونس ودبي. ما الجديد لدى "السعودية" بخصوص التعاون بين شركات الطيران العالمية في ظل التحالفات والاندماجات التي تحصل بين شركات الطيران؟ - التعاون بين شركات الطيران ليس في الواقع ظاهرة جديدة بقدر ما هي ضرورة املتها ظروف المنافسة والحاجة الى تحقيق التعاون بين الاطراف المختلفة. وبالنسبة الى شركات الطيران العربية الواقعة تحت مظلة الاتحاد العربي للنقل الجوي "الاكو" الذي استضافت السعودية آخر اجتماعاته قبل نحو شهرين فإن التعاون بين شركات النقل العربية موجود في مجالات التأمين المشترك والتزود المشترك بالوقود والمطبخ الاسلامي في لندن والمشروع العربي للحجز الآلي "شامل" وغير ذلك من المشاريع التي يجري درسها حالىاً مثل مشروع الخدمات الارضية وغيره. ونعتقد ان التعاون بين شركات الطيران العربية سيعود علىها بالفائدة ويجعلها قادرة على المنافسة العالمية في سوق النقل الجوي.