نيويورك، واشنطن، باريس – «الحياة»، أ ف ب – تجنب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد التعليق على رغبة الولاياتالمتحدة في إقامة «هاتف مباشر ساخن» بين البلدين، فيما اعتبر رئيس أركان الجيوش الاميركية الأميرال مايك مولن ان غياب «اتصال مباشر» مع طهران «يشكل قاعدة لأخطاء» قد ترتكبها الدولتان. وسُئل نجاد، خلال حديث مع شبكة «اي بي سي» الأميركية، عن احتمال إقامة الخط الساخن مع الولاياتالمتحدة، لخفض التوتر بين البلدين، فأجاب: «أميركا هي التي قطعت علاقتها بإيران، واذا توافرت شروط عادلة، نحن مستعدون للتحدث معها والتفاهم في شأن جميع المسائل. نعتقد ان لا سبب للتوتر». وذكّر المذيع نجاد بالخط الأحمر بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، فسأله الرئيس الايراني: «هل تعني ان الولاياتالمتحدة تخوض حرباً باردة مع ايران؟». وأشار المذيع الى كلام نجاد عن «توتر» بين البلدين، فاعتبر الأخير ان هذا التوتر «كان أحادياً» من جانب الولاياتالمتحدة. وقال: «يمكننا التعاون في المسائل النووية. لماذا علينا مواجهة أحدنا الآخر؟». وفي اشارة الى «الربيع العربي»، جدد نجاد دعوته «الحكومات الى التفاهم مع شعوبها بحسن نية، لتسوية المشاكل من دون تدخل الآخرين في شؤونها الداخلية»، معتبراً ان «أميركا تدافع عن جميع الديكتاتوريات في العالم، وتسعى الى إحداث فوضى». وتطرق الى الوضع في سورية، مكرراً دعوته «الحكومات الى تطبيق الاصلاحات التي تطالب بها شعوبها، بعيداً من تدخل آخرين»، لكنه اشار الى «تباين كبير في مواقف» الولاياتالمتحدة إزاء «الأحداث في اليمن والبحرين، وسلوكها إزاء سورية». واضاف: «ثمة دول حليفة للولايات المتحدة، تصدّر اسلحة الى سورية، لإحداث اضطرابات وزعزعة استقرارها». ولفت الى «جهود تبذلها ايران لتقريب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة في سورية». وجدّد نجاد نفيه سعي بلاده الى امتلاك سلاح ذري، معتبراً خلال لقائه ناشطي سلام أميركيين، ان «الساسة الأميركيين هم الأكثر ضعفاً في العالم، والأقل حكمة»، مضيفاً: «الولاياتالمتحدة التي كانت يوماً قوة لا تُقهر في رأي دول العالم قبل 30 سنة، باتت الآن عاجزة عن تسوية أبسط مشاكلها». في المقابل، قال مولن: «ليست لنا اتصالات مباشرة مع ايران منذ العام 1979، واعتقد ان ذلك يشكل قاعدة لعدد من الأخطاء والحكم على الأشياء» بين البلدين. واضاف أمام «معهد كارنغي» الذي يتخذ واشنطن مقراً: «حتى في ظل الايام الاكثر ظلمة في زمن الحرب الباردة، كانت لنا اتصالات مع الاتحاد السوفياتي. إذن، إذا حصل شيء ما، نحن متأكدون عملياً من أننا لن ننفذ الأشياء في شكل جيد، وان أخطاء في الحكم ستحدث، ما سيكون خطراً جداً في هذا القسم من العالم». في غضون ذلك، أعلن وزير الطاقة الايراني مجيد نامجو اتفاق طهران وأنقرة وموسكو على «إنشاء محطة مشتركة لتوليد الكهرباء في ايران، على ان يُصدّر إنتاجها الى تركيا أو أي بلد آخر». الى ذلك، أوردت وسائل إعلام ايرانية ان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف ناقشا «ملفات أمنية» خلال لقائهما في روسيا امس، «مؤكدين ضرورة التنسيق بين طهران وموسكو لمواجهة التهديدات المشتركة». في باريس، دان رومان نادال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية إعدام طهران القاصر علي رضا ملا سلطاني شنقاً، بتهمة قتله بطل كمال الاجسام روح الله دداشي راضي، معتبراً أن ذلك «ينتهك التزامات ايران الدولية». كما أعرب عن «قلق» بلاده إزاء اعتقال 6 سينمائيين ومخرجي أفلام وثائقية اتُهموا بالعمل لحساب القسم الفارسي في «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي).