يرى مهتمون بالسياسة الايرانية الخارجية، ان زيارة الرئيس محمود احمدي نجاد للبنان التي تبدأ اليوم، تأتي في اطار «الاهداف الاستراتيجية والايديولوجية الايرانية المدروسة للشرق الاوسط». ويرى الدكتور كيهان برزكر المسؤول في «مركز دراسات الشرق الاوسط» ومقره طهران، ان «الزيارة تأتي في الوقت المناسب، ودرست القيادة الايرانية أبعادها في شكل جيد». ويلفت الي ان سعي ايران الى تحقيق اهدافها الاستراتيجية، يجب ألا يُقلق بعض الدول، «اذ إن شعوب الشرق الاوسط ترحّب بالتعاون الايجابي مع ايران، والذي يساهم في تنمية بلدانهم». ويري الايرانيون ان الزيارة تتزامن مع فشل استراتيجية الولاياتالمتحدة إزاء الشرق الاوسط، وبدء انسحاب القوات الاميركية من المنطقة. وثمة اعتقاد بأن القيادة في طهران تسعي الي فرض ايران بوصفها رقماً صعباً في المنطقة، من خلال تعزيز دورها الاقليمي، بعد رفض الدول الكبري مناقشة رزمة الاقتراحات التي قدمتها للدول الست المعنية بملفها النووي (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا)، والتي ارادت ايران من خلالها المساهمة في اي ترتيبات امنية واقتصادية وسياسية وعسكرية تُفرض علي المنطقة، اذ ترى ايران ان ثمة فراغاً امنياً وسياسياً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ما يستدعي مشاركة دول الاقليم في النظام الجديد للشرق الاوسط، بوصفه بديلاً من النظام السائد خلال الحرب الباردة. وتعتقد طهران ان نظام الحرب الباردة أخذ في الاعتبار «العامل الاسرائيلي»، علي حساب مصالح دول المنطقة، في وقت علي النظام الجديد اعطاء مساحة واسعة لدول الاقليم لأداء دور مؤثّر في مستقبل المنطقة. ويري محللون ايرانيون ان محور تركيا وإيران ولبنان وسورية يستطيع تعزيز تيار المقاومة في المنطقة، وفرض واقع جديد، علي رغم الاستراتيجية التركية القريبة من الولاياتالمتحدة، إلا ان الحكومة التركية تسعي الى الاقتراب من تيار المقاومة في المنطقة. وتستبعد طهران نجاح ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في مساعيها لتسوية قضية الشرق الاوسط، بآليات الحرب الباردة، اذ عليها درس الظروف الجديدة، من خلال اعطاء دور اساسي لدول الاقليم، ومن بينها ايران. وتسعي القيادة في طهران الى فرض ايران بوصفها واقعاً في المنطقة لا يمكن تجاوزه، أو تجاهل التضحيات التي قدمتها وتقدمّها، من اجل أداء دور الريادة في المنطقة.