طهران، ريو دي جانيرو، صوفيا، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سعي الغرب إلى فرض عقوبات على بلاده بسبب برنامجها النووي، سياسة «فاشلة»، متوقعاً الحصول على «رد إيجابي» من مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا) على اتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع مع تركيا والبرازيل. في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء «اسوشييتد برس» بأن خبراء للوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفوا أخيراً اختفاء معدات من مختبر إيراني، يُشتبه في استخدامها في تجارب لبرنامج سري لتطوير أسلحة نووية. ونقلت الوكالة عن ديبلوماسي قوله إن مسؤولين بارزين في الوكالة الذرية قلقون من أن يكون اختفاء تلك المعدات، محاولة للتغطية على النشاطات الجارية في المختبر. وأكد ديبلوماسيان آخران اختفاء معدات، لكن أحدهما اعتبر أن من المبكّر استخلاص نتائج، مفترضاً احتمال أن تكون نُقلت إلى منشأة أخرى لمجرد صيانتها. وكانت طهران أبلغت الوكالة الذرية في كانون الثاني (يناير) الماضي بأنها أجرت تجارب محددة يمكن استخدامها لتنقية معدن اليورانيوم المُستخدم في رؤوس نووية. ودفع ذلك الوكالة الذرية الى طلب معلومات إضافية، لكن إيران تراجعت عن إعلانها، مؤكدة خلال اجتماع محافظي الوكالة في آذار (مارس) الماضي أنها لم تجرِ أي اختبار مماثل، كما اعتبرت أن «المسألة المُثارة كانت سوء فهم من مراقبي الوكالة». وكانت هذه التجارب دفعت خبراء الوكالة الى القيام بزيارة ثانية لمختبر جبر ابن حيان في طهران، حيث اكتشفوا اختفاء معدات، من بينها أجهزة تُستخدم في فصل المواد الملوثة من معدن اليورانيوم. وفي صوفيا، أعلن متقي انه تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد يوم من اشتباك البلدين إثر التوتر الذي أثارته انتقادات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لنظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، بسبب تأييده العقوبات، وتحذيره روسيا من التحوّل إلى «عدو تاريخي» لإيران. وقال متقي على هامش منتدى تعاون البحر الأسود في صوفيا: «ناقشنا هذه المسألة (تبادل الوقود)، وبحسب فهمي، فإن مجموعة فيينا تدرس الاتفاق بإيجابية». وأكد أن فرض مجلس الأمن عقوبات إضافية على إيران، سياسة «فاشلة» ستكون لها نتائج عكسية و «تتعارض مع إعلان طهران». وأضاف ان «إيران أعلنت التزامها تطبيق هذا الإعلان، ويمكن لمجموعة فيينا بدء المفاوضات بعد إبلاغ ردهم (للمدير العام للوكالة الذرية يوكيا امانو)، ثم تُجرى عملية تبادل الوقود». وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن لافروف ومتقي بحثا في مشروع قرار العقوبات واتفاق تبادل الوقود النووي. وأضافت أن «الجانب الروسي تعهد التعاون النشط في دفع عملية المفاوضات لتسوية الوضع في شأن البرنامج النووي الإيراني، مع التركيز على الحاجة لإيجاد حلّ مقبول للأطراف في الساحة السياسية الديبلوماسية في اقرب وقت ممكن». في الوقت ذاته، جرى اتصال هاتفي بين سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف. ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن جليلي قوله إن «المصالح والتهديدات المشتركة تتطلب وجود علاقات ودية بين البلدين في مختلف المجالات». أما باتروشيف فإشار الى «العلاقات الودية والاستراتيجية بين طهران وموسكو»، مؤكداً نية روسيا تعزيز علاقاتها مع إيران، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا). وفي ريو دي جانيرو، قال لولا لدى افتتاحه المنتدى العالمي الثالث لتحالف الحضارات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ان البرازيل «توجهت الى إيران سعياً الى حلّ تفاوضي» للملف النووي. ورأى ان الترسانات النووية «تقادمت»، معتبراً البرازيل إحدى الدول النادرة التي تدعو في دستورها الى نزع الأسلحة الذرية. أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فدعا خلال المنتدى، الولاياتالمتحدة والدول النووية الأخرى الى «التخلص» من ترساناتها النووية، كي تكون «مقنعة» في أزمة الملف النووي الإيراني. وكان اردوغان اعتبر أن الدول التي تنتقد اتفاق التبادل «تشعر بالغيرة» من نجاح البرازيل وتركيا في اتفاق التبادل، فيما دعا لولا الغربيين الى أن «يقولوا في وضوح هل يريدون بناء سلام أو نزاع». جاءت تصريحات لولا واردوغان بعد تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وجود «خلافات جدية جداً في ما يتعلق بسياسة البرازيل إزاء إيران»، معتبرة أن «الإيرانيين يستغلون (البرازيل)، وأن الوقت حان للتحرك في مجلس الأمن».