تعلن هيئة المنطقة الحرة السعديات في إمارة أبوظبي في دولة الإمارات اليوم عن تأسيس "شركة الإمارات العالمية المحدودة" آي. جي. سي. سي التي ستتولى تطوير سوق السعديات المالية. وتشكل السوق نواة المنطقة الحرة في السعديات التي ستبلغ كلفة انشائها 3.3 بليون دولار. ووضع محمد علي الحوسني المدير العام للمنطقة الحرة في السعديات في اجتماع مع مسؤولي قسم التراخيص في هيئة المنطقة الحرة لإمارة أبوظبي أمس الصيغة النهائية لقوانين سوق السعديات المالية. وستكون السوق أول سوق من نوعها في المنطقة، وسيسمح للمستثمرين والشركات المالية العالمية بالتواجد فيها والعمل من دون كفيل محلي وتوظيف استثمارات أجنبية بنسبة 100 في المئة. وقال الحوسني ان سوق السعديات ستكون العاصمة المالية للمنطقة. وأضاف ان قوانين السوق تتيح للشركات والصناديق المالية وفروعها ان تؤسس وتسجل في سوق السعديات وتتخذ فيها مركزاً لنشاطها، اضافة الى تأسيس صناديق استثمارية مالية مشتركة. وكشف ان أكثر من ألف بنك ومؤسسة مالية وصناديق استثمارية تقدمت للحصول على تراخيص للعمل في سوق السعديات المالية، وأنه سيتم منحها هذه التراخيص تباعاً. وينتظر أن تعمل السوق المالية من مقر مؤقت في مدينة أبوظبي الى أن يتم الانتهاء من انشاء المنطقة الحرة في جزيرة السعديات التي تبعد ستة كيلومترات عن أبوظبي في سنة 2001. وتم انشاء المنطقة الحرة في امارة أبوظبي في تموز عام 1996 وينص القانون على انشاء منطقة حرة في امارة أبوظبي داخل الحدود الجغرافية لجزيرة السعديات مع الجواز بأن يكون لها مقر مؤقت في مدينة أبوظبي حتى يتم استكمال بناء المرافق اللازمة لها. واتخذت الهيئة الخطوات العملية لانشاء سوق السعديات في 25 نيسان ابريل 1999 بالموافقة على انشاء بورصة للمواد الأولية ومنطقة حرة لتخزين هذه المواد في السعديات، ووافقت على السماح للشركات الأجنبية بالعمل في هذه السوق من دون أن يكون لها شريك محلي خلافاً للقوانين المعمول بها. وتملك هيئات حكومية في أبوظبي أقل بقليل من نصف رأس مال الشركة التي ستستثمر المنطقة الحرة والبالغ نحو 3.3 بليون دولار. وسيتم لهذا الغرض تأسيس شركة تطوير السعديات بامتياز مدته 50 سنة. وستُعرض أسهم هذه الشركة للاكتتاب للمستثمرين المحليين بقيمة 1.7 بليون دولار، واختير مصرف "نومورا" الياباني لإدارة الاكتتاب في الخارج وخصوصاً في لندن أو لوكسمبورغ، فيما اختير مصرف "بنك الخليج الأول" لإدارة الاكتتاب محلياً. ويأتي الإعلان عن انشاء سوق السعديات المالية بعد أن وقع الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان رئيس مجلس ادارة هيئة المنطقة الحرة في إمارة أبوظبي قرارات بتطبيق اللوائح والقوانين التي توفر الأساس القانوني للسوق. وأكدت الهيئة ان هذه القوانين تعتبر من أفضل الأنظمة واللوائح المعمول بها دولياً وتتيح للشركات والمؤسسات والهيئات ممارسة عملياتها وأنشطتها في سوق السعديات في ظل بيئة استثمارية صحية تكفل استقطاب الاستثمارات. وتوقعت الهيئة ان تصبح سوق السعديات العاصمة المالية للمنطقة، اذ ستدير رؤوس أموال عالمية تقدر بعدة بلايين من الدولارات اضافة الى إدارة عمليات تدفق السلع القادمة من الشرق الأوسط وشمال افريقيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق. وقالت الهيئة ان سوق السعديات ستسد الفجوة الزمنية التي تبلغ ما بين ثلاث وخمس ساعات بين أسواق لندن وسنغافورة وهونغ كونغ ليتم بذلك اكتمال دائرة الأسواق المالية العالمية المتمثلة حالياً بهذه الأسواق مجتمعة اضافة الى نيويورك وطوكيو.