أعلن التلفزيون الإيراني مساء أمس أن الطيران التركي شن غارة على منطقة بيرانشهر الحدودية الإيرانية أسفرت عن سقوط قتلى بينهم احد عناصر "الحرس الثوري". ودانت وزارة الخارجية الإيرانية "بشدة" هذه الغارة، محذرة تركيا من "عواقب انتهاك المجال الجوي الإيراني". ووجه رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد فيروزابادي تحذيراً شديد اللهجة إلى انقرة، مؤكداً ان طهران تحتفظ "بحق الرد" على الغارة التي طاولت أيضاً مقر وحدة للجيش الإيراني. في غضون ذلك، صعّد المحافظون حملتهم على التيار الإصلاحي في ايران، واتهموا الحكومة ب"التذبذب" في مواقفها خلال الاضطرابات، ووصفوا طلاباً معتقلين بأنهم "مرتزقة" تعاملوا مع تنظيمات "معادية" في الخارج وتلقوا أموالاً وتدريبات في واشنطنوتركيا "لزعزعة النظام". وبدا الإصلاحيون في موقف دفاعي، إذ التزمت رموزهم الصمت أمس، فيما اكتفت اوساط الطلاب بتكرار اتهام "أنصار حزب الله" بافتعال الصدامات الأخيرة، ووصف الاجراءات الأمنية بأنها "شاذة". راجع ص 7 وأفيد ان عدداً من الطلاب اعتقلوا خلال الساعات ال48 الماضية، فيما استعد وفد طالبي لمقابلة مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، لعرض مطالبهم. وأكدت وزارة الاستخبارات الايرانية ان عدداً كبيراً من الذين اعتقلوا خلال الاضطرابات، يرتبطون علاقات مع مجموعات "معادية للثورة متمركزة في الخارج"، في اشارة الى منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة. وأضافت الوزارة في بيان ان "هؤلاء مرتزقة عملاء، كانوا يتلقون أموالاً من الخارج وبعضهم زار تركيا والولايات المتحدة" لتلقي "تدريبات على أعمال تؤدي الى زعزعة الأمن" في إيران. وزاد البيان ان بعضهم اعترف باستلام مبالغ كبيرة كانت تحول إلى حساباته في ايران. وللمرة الأولى منذ تفجر الازمة، دان عضو بارز في التيار المحافظ "دور الحكومة" في الاضطرابات، وقال النائب محمد جواد لاريجاني: "الغريب هو دور الحكومة في هذه الاضطرابات لأن قريبين إليها لعبوا دور استفزاز وتشجيع" على الصدامات. وفي تعليق نشرته صحيفة "ابرار" أمس، قال لاريجاني إن "الحكومة فضلت تصفية حساباتها مع الشرطة بدلاً من التعاون مع قوات النظام". واتهم الأوساط القريبة إلى خاتمي بتأجيج الاضطرابات لأهداف سياسية، مشيراً إلى أن "الصحف القريبة إلى الرئيس وبعض مستشاريه شجعت المتظاهرين"، ومؤكداً أن "هذه الفصائل جرّت الحكومة إلى فخ". وأفادت الصحف الايرانية ان وفداً من الطلاب التقى وزير الاستخبارات علي يونسي ومسؤولين آخرين مساء الجمعة، وان الوزير وعد بإطلاق الطلاب الذين اعتقلوا الأسبوع الماضي. ويمثل الوفد اللجنة المنبثقة من طلاب جامعة طهران، والتي اصدرت بياناً دعا إلى تعليق الاحتجاجات، وانهاء المظاهر الأمنية "الشاذة" في الشارع الايراني، واطلاق 1400 طالب وأكدت أن قوات الأمن والشرطة اعتقلتهم. وأفاد بيان لاتحاد طلاب جامعة "تبريز" أن لديهم أدلة على وجود "مخطط لدى العناصر التابعة لمجموعات الضغط" أنصار حزب الله لمهاجمة الطلاب في الجامعة. وأشار البيان الى ان تلك المجموعات كانت تمتلك ضوءاً أخضر للاعتداء على الطلاب الذين تعرضوا للضرب "في صورة أبشع بكثير مما تعرض له طلاب جامعة طهران". من جهة أخرى، قدم السفير البريطاني الجديد في طهران نيك براون أوراق اعتماده الى الرئيس الايراني.