واصلت الفرق الفنية عملها لإزالة آثار العدوان الاسرائىلي الاخير على لبنان، وتصليح ما تهدّم خصوصاً في قطاع الكهرباء والجسور. وتفقّد وزير الاشغال العامة نجيب ميقاتي امس أعمال انشاء الجسر البديل على نهر الأولي في الجنوب الذي افتتح أمام السيارات مساء امس، وهو يتسع لأربعة خطوط وطوله 18 متراً. وقال ميقاتي ان "تقرير لجنة مسح الأضرار سيكون ناجزاً الاربعاء المقبل تمهيداً لبناء جسر جديد". واضاف "بالأمس انتقلنا بالملالة للعبور الى الجنوب واليوم ننتقل بالسيارات العادية على الطريق الرديفة، وهذا العمل ناتج عن الارادة اللبنانية الصلبة في جمع لبنان باجزائه المترابطة، ولا يمكن احداً ان ينجح في قطع أوصال هذا الوطن ونحن مصممون على محو آثار العدوان". وكان فتح ليل اول من امس الجسر الحديد الجديد الذي ركّبه فوج الهندسة في الجيش اللبناني فوق مجرى نهر الاولي، وهو يصل صيدا بمنطقة علمان والخط الساحلي. وشهد الجسر منذ الصباح حركة عبور طبيعية للسيارات المتجهة الى صيدا والجنوب. أما جسر الزرارية الذي يربط منطقة الزهراني بالنبطية فأنهت فرق الهندسة التابعة للجيش اللبناني تأهيله وأصبح سالكاً أمام السيارات. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان دورياتها وتسهيلاً لحركة المرور وبعدما تمّ تركيب جسر حديد على نهر الاولي، ستتخذ تدابير السير الآتية: "على السيارات المتجهة الى الجنوب سلوك الطريق الممتدة من مفرق علمان - الجسر الحديد - صيدا، وعلى السيارات المغادرة الجنوب ان تسلك طريق جسر علمان - بقسطا القديمة". ودعت المواطنين الى أخذ العلم والتقيد بارشادات رجال قوى الأمن وتوجيهاتهم. ومن المنتظر ان يبدأ العمل في ورشة ترميم الجسر المدمّر خلال اسبوعين على ان ينتهي العمل منه بعد شهرين على الأقل. الى ذلك، عاد التيار الكهربائي ليغذي شبكة التوزيع في بيروت وجبل لبنان بمعدل 12 ساعة يومياً مداورة كل ست ساعات، بعدما تمكنت الفرق الفنية من اجراء التمديدات على شبكات النقل والتوزيع خارج محطتي الجمهور وبصاليم وبعد تركيب محوّلين في الجمهور كانا في المستودعات. واجتمع قبل ظهر امس الموظفون والخبراء الفرنسيون واللبنانيون في مؤسسة كهرباء لبنان برئاسة المدير العام جورج معوض لتقويم حجم الاضرار وابلاغ كهرباء فرنسا بها للبدء بتصنيع محولات جديدة للمحطتين. ووصل فريق من وزارة الطرق والمواصلات الايرانية الى بيروت امس لدرس ما يمكن القيام به في المساهمة في اعادة اعمار ما هدمته اسرائيل وخصوصاً الجسور. وأعلنت السفارة الايرانية في بيروت ان "الفريق باشر مهمته وسيعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية في لبنان". على الصعيد الميداني، واصلت قوات الاحتلال الاسرائىلي اعتداءاتها. وقصفت مدفعيتها في شكل متقطّع بلدات برعشيت وحداتا وعيتا الجبل وجبل الزعتر ووادي حاريص واطراف صربين وتبنين. وفي هذا الاطار، تحدث الناطق الرسمي باسم القوات الدولية تيمور غوكسيل عن عمليات قصف مدفعي قبل ظهر امس تركزت على أطراف حداتا وبرعشيت وعيتا الجبل ومنطقة تبنين. وأحصت مصادر أمنية سقوط 40 قذيفة. وأعلنت حركة "امل" انها هاجمت موكباً قيادياً اسرائىلياً بالقذائف الصاروخية كان في طريقه الى موقع الرادار وتحدثت عن "تحقيق اصابات". وأعلنت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت ليل اول من امس قوة من "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لاسرائيل، اثناء دخولها موقع سجد في القطاع الاوسط. وتحدثت عن تحقيق اصابات. وخرقت طائرات حربية اسرائىلية جدار الصوت في أجواء الجنوب، ووصلت في طلعاتها الى أجواء بيروت خارقة جدار الصوت مرتين.