نفت رئاسة الحكومة الاسرائيلية امس معلومات صحافية عن "قرار بالانسحاب من جانب واحد" من جنوبلبنان، اتخذه رئيسها ايهود باراك لينفذ خلال عام، في حين اعتبر سفير لبنان في الولاياتالمتحدة فريد عبود ان انتخاب باراك "فرصة نادرة" للتقدم في السلام. بيروت - "الحياة"، القدسالمحتلة - أ.ف.ب. - ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس ان باراك مصمم على اصدار امر بانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان في غضون عام حتى في غياب اي اتفاق مع دمشق، وانه اتخذ هذا القرار المبدئي مع وزير الخارجية ديفيد ليفي لتقليص هامش المناورة لدى المفاوضين السوريين وتحسين الفرص تالياً من اجل التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل ودمشق. لكن رئاسة الحكومة الاسرائيلية نفت ان يكون باراك قرر "انسحاباً من جانب واحد" من لبنان، وقالت في بيان ان "باراك تعهد التوصل في غضون عام الى اتفاق يسمح بالانسحاب من لبنان لكنه لم يتحدث ابداً عن انسحاب من جانب واحد ولم يغير رأيه". كذلك نفى وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين الذي يدعو الى انسحاب احادي الجانب من لبنان هو ايضاً نبأ الصحيفة. وقال للاذاعة الاسرائيلية "لم يتقرر شيء من هذا القبيل. سنبذل ما في وسعنا للتوصل الى ترتيبات تضمن امن تجمعاتنا السكنية في الجليل وتسمح لقواتنا بترك لبنان، هذا البلد الذي يشكل لعنة لها". وفي ندوة مغلقة في مبنى الكونغرس اول من امس، اعتبر السفير عبود ان انتخاب باراك "وفر فرصة نادرة يمكن من خلالها التوصل الى تقدم على صعيد السلام في المستقبل القريب. ولكن على رغم ذلك فإن موعداً لاستئناف محادثات السلام لم يحدد بعد". وكلام عبود اوردته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية التي شارك مندوبها في الندوة، وقال ان موقف السفير اللبناني جاء رداً على سؤال وجهه اليه، وأوضح المراسل ان عبود كان في البداية يقرأ نصاً مكتوباً، وشدد على "وجود مؤشرات واضحة الى ان المقاربة الاسرائيلية الجديدة من جنوبلبنان تختلف كلياً عن سابقتها وان من شأن ذلك ان يؤدي الى سلام في لبنان". وقال عبود "حان الوقت لوضع حد للوضع القائم اذ تطالب اسرائيل بالامن والازدهار لنفسها على حساب جيرانها من خلال احتلال مساحة من لبنان، فالسلام والامن يجب ان يتمتع بهما كل السكان في جنوبلبنان وشمال اسرائيل على السواء". وأضاف ان "تعهداً اسرائيلياً بسيط بالانسحاب من لبنان ليس كافياً"، مشيراً الى ان "اسرائيل بدأت تعي اخيراً ان الحزام الامني الذي شكلته في جنوبلبنان بات مصدراً لمشكلات امنية في المنطقة وليس الحل". وشدد على ان "اي اتفاق مع لبنان يجب ان يحترم الحدود الدولية، وليس اي شكل من الخطوط المصطنعة". ودعا عبود باراك الى التخلي عن السياسة الاسرائيلية "التي تضر بالمدنيين من اجل توجيه رسائل". وقال "علينا ان نؤكد ان المدنيين يجب الا يصابوا بعد الآن". وأضاف ان "تورط اسرائيل على مدى عقد في لبنان كان عبارة عن مجموعة اخطاء ادت الى معاناة لبنانية رهيبة، نحن نأمل بأن تكون اسرائيل ادركت ان احتلالها ليس الطريقة الصحيحة لحماية امنها". وشدد على ان "كل المفاوضات مع اسرائيل ستتم في ظل تعاون وثيق مع سورية ولن تكون هناك مفاوضات منفصلة، وقد حاولت اسرائيل في الماضي التوصل الى اتفاقات منفصلة مع لبنان وانتهت محاولتها الى الاخفاق". وفي بيروت، اكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "مسيرة المقاومة لن تتوقف حتى تحرير الارض والانسان، ولسنا مهتمين بكل الافكار التي يطرحها باراك او غيره من اجل تسوية جائرة ومن اجل ضغوط تخرجنا من حقنا. سنتابع لتحصيل حقنا بأيدينا مهما كلفنا ذلك ونحن مطمئنون الى نصرالله والى فشل خطواتهم ولو بعد حين". السفير الروسي وتسلم الأمين العام لوزارة الخارجية اللبنانية السفير ظافر الحسن أمس من السفير الروسي أوليغ بريسبكين أمس نص البيان المشترك لمحادثات الرئيسين الروسي والسوري بوريس يلتسن وحافظ الأسد، التي عقدت قبل أيام في موسكو. وشدد السفير الروسي على "التعاون العسكري الذي لم يحتل المرتبة الرئيسية في المحادثات كما نشر في بعض الصحف اللبنانية والروسية"، موضحاً "ان البحث تناول موضوع تزويد روسيا سورية بأسلحة جديدة ولم تتوافر لدي معلومات تفصيلية اضافية". وسئل: هل تؤدي موسكو دور راعي السلام كما كانت عليه مع انطلاق عملية التسوية، أجاب "ان موسكو ليست في حاجة الى أي تأكيد من أي جهة لأداء دور في عملية السلام وهذا ما اتفق عليه منذ البداية لجهة التنسيق وتبادل الآراء، والهدف واحد لدى جميع الأطراف وهو التقدم في عملية السلام العادل والمقبول منها". ونفى علمه هل يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك موسكو. الى ذلك، افاد مصدر عسكري في القدسالمحتلة ان الجيش الاسرائيلي اقر بأنه خلط بين رفاتي جنديين قتلا في لبنان عام 1997 اعادهما "حزب الله" العام الماضي، اثناء دفنهما، وذلك اثر نبشهما واجراء فحص للحمض الريبي النووي بطلب من عائلتي القتيلين في حزيران يونيو الماضي. وقال القائد العام لقوات الجيش الجنرال يهودا سيغيف للصحافيين "نشعر بالخجل لهذا الخطأ. الامر يبدو غريباً لأنه لا يحدث الا مرة كل جيل وعلينا الآن ان نحاسب انفسنا". واعتذر بعدما اقر بالخلط بين رفات راز تيبي وغي غولان اثناء دفنهما. فضلاً عن ذلك دفن جزء من بقايا هذين الجنديين مع رفات جندي آخر. وكان الثلاثة في عداد 11 جندياً سقطوا في عملية كوماندوس فاشلة قرب بلدة الانصارية في 5 أيلول سبتمبر 1997. عون واعتبر العماد ميشال عون أمس أن السياسة الخارجية اللبنانية خصوصاً في ما يتعلق بعملية السلام "غير موجودة وغير مفهومة وفارغة من أي أولوية لبنانية". وعجب، في النشرة اللبنانية الصادرة عن تياره عبر "الأنترنت"، لاستغراب رئىس الحكومة سليم الحص إغفال رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود باراك القرار الدولي الرقم 425، "لأن ما أغفله يعتبر تجاوباً مع لبنان وعدم إحراج له". وعلّق على ما قاله باراك "ان لبنان احدى المشكلات العالقة مع سورية"، وفسّره "ان لبنان لم يعد مفاوضاً بل أصبح موضوع تفاوض، وهذا ما قاومناه خلال تولينا مسؤولية الحكم 1988 - 1990". وقال "ان ربط المسارين في مفاوضات السلام، وعدم قبول التقدم على المسار اللبناني ما لم يحصل تقدم على السوري، مسألة تتجاوز حدود صلاحية الحكم، لأنها مسّ بسلامة الأرض وتنازل عن حق لا يمكن التنازل عنه، وبالتالي من يعتمد هذه السياسة يتحمل مسؤولية جسيمة. وإذا كانت هناك اقتناعات توجب التنسيق مع سورية فلا يجوز ان يتم ذلك على حساب لبنان، وإذا كان ترابط المسارات أمراً سياسياً مرغوباً فيه في التفاوض على السلام النهائي، لتدعيم المواقف، يصبح جريمة، إذا أدّى إلى ترابط الحقوق أو المسّ بها لمصلحة أحد الأطراف، كما حصل حتى الآن". وانتقد العماد عون "تهميش لبنان ومنعه من المساهمة الفعلية في الحلول المرتقبة لقضاياه المصيرية"، وقال "ان سورية تعرف ماذا تريد من السلام، وكذلك إسرائيل، فهل يعرف لبنان ماذا يريد؟ فقد غاب عن ممارسة السياسة الخارجية منذ فرض الوصاية السورية عليه، وكانت سلطاته المزعومة تكتفي دوماً بترداد عبارات موحى بها، تقضي جميعاً برفض ما تعرضه إسرائيل. وما نخشاه اليوم ان يوقع لبنان غداً ما يوحى به أيضاً، لأنه لغاية الآن، لم يجرؤ على تحديد أهدافه من إنجاز عملية السلام، وهل تعني له عودة السيادة والإستقلال إلى الأراضي اللبنانية كاملة؟".