سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حذر من المبالغة في التوقعات بعد فوز باراك ، مشيراً إلى صعوبة قضايا المرحلة النهائية . انديك : إسرائيل تعرف جيداً أن الوقت حان لاتخاذ قرارات مصيرية على المسارات الثلاثة
أكد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك أن الرئيس بيل كلينتون ملتزم بالعمل من أجل تحقيق سلام كامل في الشرق الأوسط على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية، وأنه أبلغ الرئيس ياسر عرفات بأنه سيكون مستعداً لدعوة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى واشنطن لعقد قمة بهدف تقويم التقدم عندما تبدأ مفاوضات المرحلة النهائية. لكن انديك، الذي كان يتحدث في "مركز تحليل السياسة حول فلسطين" الذي يرأسه الدكتور هشام الشرابي، حذّر من المبالغة في التوقعات بعد وصول ايهود باراك إلى الحكم، قائلاً: "اعتقد ان التوقعات قد تكون مرتفعة جداً، وعلينا أن لا نسترسل فيها، ذلك ان خلافات كبيرة لا تزال تفصل بين الأطراف". وأضاف ان المواضيع صعبة ومعقدة على المسار الفلسطيني، وهي: القدس والمستوطنات والحدود ووضع الكيان الفلسطيني واللاجئين والمياه، وهي مواضيع لن يكون من السهل حلها. وقدم انديك تقويماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب باراك. وقال إنه بعدما فاز بغالبية ملموسة في الانتخابات، يعمل الآن على تشكيل حكومة "وهو بحاجة إلى وقت لانجاز ذلك والتحرك إلى الأمام في عملية السلام". وتوقع ان يستغرق تشكيل الحكومة في إسرائيل أسابيع عدة "وعلينا ان نعلق حكمنا حتى يتم ذلك"، خصوصاً أن التصريحات الصادرة من إسرائيل لها علاقة بالمفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة هناك. وأعرب عن اعتقاده بأن باراك "بحاجة إلى فسحة. وعلينا أن نعطيها له"، وان الإدارة تحضر منذ الآن للخطوات التي ستعتمدها في المستقبل بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية. وقال إن إسرائيل تعرف جيداً ان الوقت قد حان الآن لاتخاذ "قرارات مصيرية سواء كان ذلك على المسار الفلسطيني أم على المسارين السوري واللبناني"، ومن هنا الرغبة هناك بتشكيل حكومة ذات قاعدة واسعة قادرة على التحرك في هذا الاتجاه. وأضاف ان الانتخابات الأخيرة أبرزت العلاقة بين السلام والأمن في ذهن الناخب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية كانت فعالة في منع وقوع أحداث ارهابية في إسرائيل. وتوقع انديك أن يزور باراك واشنطن ويجتمع بالرئيس كلينتون بعد تشكيل الحكومة "وعندئذ سنكون في موقع أفضل لنعرف كيف سيتحرك"، علماً أن باراك كان واضحاً في الاعراب عن عزمه في التحرك على كل المسارات وأنه أعلن أنه يرغب في استئناف المفاوضات على المسار السوري وفي التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان خلال عام. وشدد انديك على القول إن من المهم للإدارة أن يتم تنفيذ اتفاق واي، وان تبدأ مفاوضات المرحلة النهائية بسرعة والتوصل إلى اتفاق خلال فترة عام. وأوضح أن واشنطن لا تقلق من أن يحدث تقدم في مفاوضات في مسار قبل الآخر "لأننا إذا كنا نتحرك إلى الأمام على كل المسارات، فسيخلق ذلك ديناميكية ايجابية ... تؤدي إلى تحقيق التقدم على المسارات الأخرى". وأكد استعداد الولاياتالمتحدة لمساعدة الأطراف على استئناف المفاوضات. جنوبلبنان وقال انديك إن الوضع في جنوبلبنان "يغلي" وان من المهم "ان نجد وسيلة لتهدئة الوضع هناك ولبدء المفاوضات التي يمكنها أن تحل مشكلته". وأضاف ان الإسرائيليين أعربوا عن رغبتهم في الانسحاب وان من المهم ايجاد وسيلة حول ترتيبات تؤمن ذلك وتترك الوضع مستقراً. وأضاف ان الإدارة سعت إلى تهدئة الأمور في جنوبلبنان "لكن من الصعب تحقيق ذلك، علماً ان لحكومات لبنان وسورية وإسرائيل مصلحة مشتركة في ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتهدئة الأوضاع، لكن حزب الله لا يشارك في هذه المصلحة، وبالتالي لدينا دائماً وضع هش". وزاد انه ليس واضحاً لديه ما إذا كان لحزب الله مصلحة في حل تفاوضي "وما يريدونه هو انسحاب منفرد تحت النار، مثل ما حدث في جزين خلال الأيام القليلة الماضية، بدلاً من المفاوضات التي تؤدي إلى تفاهمات على المسارين السوري واللبناني".