هلسنكي، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اختتم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات محادثاته مع الرئيس الفنلندي مارتي اهتيساري أمس في هلسنكي ، كما أجرى محادثات مع وزيرة الخارجية الفنلندية تارجا هالونين. وفيما صرح عرفات قبل اللقاء انه سيطلب من اهتيساري لعب دور الوسيط لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط، اعلنت وزيرة الخارجية الفنلندية أمس انها ستتوجه في الاول من آب اغسطس المقبل الى الشرق الاوسط للقاء الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. واوضحت هالونين في ختام لقاء مع عرفات انها ستقوم بهذه الزيارة بصفتها رئيسة مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي. وتتولى فنلندا منذ الاول من الشهر الجاري الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وقال عرفات أمام مؤتمر تعلىمي في هلسنكي ان نجاح الرئيس الفنلندي في الوساطة في اتفاق سلام كوسوفو بين حلف شمال الاطلسي ويوغوسلافيا في الشهر الماضي يجعله الرجل المناسب للقيام بدور وساطة في الشرق الاوسط. واضاف: "اننا نحث فخامته على لعب دور مماثل في عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط لانه يتمتع بتقدير واحترام جميع الاطراف". وعندما سأله الصحافيون لاحقاً عن نوع الدور الذي يمكن ان يلعبه اهتيساري رد عرفات 69 عاماً قائلاً: "دور بالغ الاهمية". وقال عرفات ان اهتيساري الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي يجب ان يمارس ضغوطا على اسرائيل لتنفيذ اتفاقات سابقة تقضي بتسليم اراضي الى الفلسطينيين. واضاف الرئيس الفلسطيني: "نناشده ان يحث الحكومة الجديدة في اسرائيل ويطلب الىها... تنفيذ التزاماتها". واجتمع عرفات في وقت لاحق مع الرئيس الفنلندي الذي لم يكن لدى مكتبه تعقيب فوري بعد المحادثات. وامتنعت وزيرة الخارجية تاريا هالونين عن قول ما اذا كانت مسألة الوساطة مطروحة. وقالت "يجب ان تسألوا الرئيس اهتيساري". وينظر الى الاتحاد الاوروبي تقليدياً على انه مؤيد للفلسطينيين في خلافاتهم مع اسرائيل ومنذ عام 1993 قدّم مساعدات مالية كبيرة للسلطة الفلسطينىة. وقال ديبلوماسي اوروبي كبير في هلسنكي ان من غير المرجح ان يحاول اهتيساري جذب الاضواء في الشرق الاوسط لكنه ربما يقوم بدور نيابة عن الاتحاد الاوروبي. واضاف ل"رويترز" ان: "الاتحاد الاوروبي يريد ان يكون له دور ما في هذا الشأن". وتابع ان نجاح اهتيساري في تضييق فجوة الخلاف الروسي - الاميركي حول كوسوفو أعطى الديبلوماسي السابق بالامم المتحدة مكانة كبيرة في واشنطن. وقال ان "مشاركة اهتيساري بدرجة اكبر يمكن من ناحية ان تثير استياء الولاياتالمتحدة لكنها من ناحية اخرى ربما تريد من اهتيساري ان يقلص من توقعات الفلسطينيين". الى ذلك، ذكرت صحيفة ليتوانية متنفذة ان استونيا وليتوانيا رفضتا استقبال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكان عرفات زار لاتفيا المجاورة للجمهوريتين البلطيقيتين المذكورتين في طريقه الى العاصمة الفنلندية هلسنكي، واجتمع الى الرئيس فالداس ادامكوس الذي أشاد بجهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأكدت صحيفة "ايسبوبليكا" ان عرفات كان ينوي زيارة استونيا ولاتفيا ولكنهما رفضتا استقباله وتذرعت الأولى بأن موعد الزيارة "غير مناسب"، فيما أشارت الثانية الى "وضع سياسي معقد" في الداخل. وذكرت الصحيفة ان الرفض تم بضغط من اسرائيل.