بدت طهران، بعد ستة ايام من التظاهرات والصدامات بين الاصلاحيين والمحافظين، كأنها في حال حصار غير معلنة، اذ اقامت الشرطة نقاطاً للتفتيش عن "المشتبه فيهم، المحرضين على الشغب" في معظم الشوارع المؤدية الى قلب العاصمة، فيما بدا محيط الجامعة الذي شهد معظم المواجهات هادئاً كأنه مهجور. ووضعت قوات "الحرس الثوري" والميليشيا باسيج على أهبة الاستعداد للتصدي "لأي طارئ"، وسط اتهامات للمتشددين بالتحضير لانقلاب عسكري يطيح الرئيس محمد خاتمي. راجع ص7. وأفادت معلومات عن اعتقالات فيما اعلنت قوات الأمن إبطال "تفجير ضخم". لكن الهدوء لم يستطع اخفاء الصراع على السلطة بين المحافظين والاصلاحيين، وحضت "حركة الحرية" بزعامة ابراهيم يزدي الطلاب على الاعتصام السلمي، محذرة من اللجوء الى اعمال العنف "التي تضيع المطالب العادلة". واتهمت منظمة "مجاهدي الثورة الاسلامية" بزعامة وزير الصناعة السابق بهزاد نبوي يسارية المتشددين بالتمهيد لانقلاب عسكري يطيح خاتمي، وبافتعال "اعمال العنف لتأخير الاصلاحات"، مشيرة الى ان هذه "الاعمال افتعلها الذين نفذوا مخطط قتل المثقفين". وأعلن اتحاد الطلاب ان المفاوضات مع السلطات المعنية مستمرة، لكنه هدد باستئناف الاعتصام اذا لم يتوصل الطرفان الى صيغة لتحقيق مطالب الاتحاد، وعلى رأسها عودة صحيفة "سلام" الى الصدور، والغاء القانون الذي يحد حرية الصحافة، ويجعلها خاضعة لرقابة المتشددين. في غضون ذلك اعلنت قوات الأمن انها "عطلت قنبلة موقوتة" في احد شوارع طهران، كان تفجيرها سيؤدي الى "دمار واسع وقتل عشرات". وأفادت صحيفة "طهران تايمز" ان "القنبلة قوية جداً"، وان الشرطة اكتشفت "مخبأ لارهابيين" في طهران، وألقت القبض على عدد منهم "كانوا يتخفون بزي الطلاب المتظاهرين".