بغداد - أ ف ب، رويترز - بدأ فريق الخبراء الدوليين المكلف ازالة مواد كيماوية تركها خبراء نزع الاسلحة التابعين للأمم المتحدة في بغداد مهمته أمس باجتماعات تحضيرية، فيما أعلنت الأممالمتحدة إلغاء زيارة بعثة كان من المقرر وصولها إلى بغداد أمس لاتخاذ قرار بشأن اعادة تجهيز مصنع لإنتاج الامصال. وأشار مصدر في الاممالمتحدة الى ان الفريق التابع للمنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيماوية اجرى محادثات مع براكاش شاه الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان في العراق. وذكرت وكالة الانباء العراقية ان فريق الخبراء الدوليين الذي يرأسه ديرك فان نييكريك وهو خبير من جنوب افريقيا في انتاج الكيماويات، التقى أمس في "فندق القنال" وفداً عراقياً برئاسة مستشار رئاسة الجمهورية عامر السعدي ورئيس المديرية القومية للمراقبة حسام محمد امين، وأجرى معه محادثات تناولت "سبل ازالة كمية المواد السامة التي تركتها عناصر اللجنة الخاصة السابقة لنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية/ اونسكوم في مقر المركز في بغداد واغلاق مختبر اللجنة". وكان السعدي وأمين اكبر المفاوضين العراقيين مع اللجنة الخاصة للأمم المتحدة قبل مغادرتها بغداد عشية الهجوم الصاروخي الذي شنته الولاياتالمتحدة وبريطانيا في كانون الاول ديسمبر الماضي. وينتمي اعضاء الفريق لمنظمة الاممالمتحدة لمنع انتشار الاسلحة الكيماوية ومقرها لاهاي. وسمحت لهم السلطات العراقية بدخول البلاد شرط ألا تكون لهم اية علاقة سابقة باللجنة الخاصة. ورفضت بغداد السماح لخبراء كانوا يعملون في اللجنة بإزالة المواد الكيماوية السامة من المعمل. من جهته، اشار ديبلوماسي مطلع على نشاطات نزع الاسلحة في العراق الى ان الفريق التقى أيضاً ديبلوماسيين من روسيا وفرنسا والصين يعملون في بغداد ويفترض ان يشرفوا على سير المهمة، واشار الى ان "اليوم أمس سيخصص لاجراء محادثات بين المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيماوية والاممالمتحدة والسلطات العراقية، وان العمل على ازالة المواد السامة لن يبدأ قبل يوم غد الجمعة اليوم وسيستغرق حوالى اسبوع". واوضح مصدر في الاممالمتحدة طلب عدم الكشف عن اسمه ان الاجتماع بين شاه والخبراء الدوليين، وهو الثاني منذ وصوله الى بغداد أول من أمس، يهدف الى "استعراض جميع التفاصيل المتعلقة بالمهمة المكلف بها". الى ذلك، أفادت مصادر في الاممالمتحدة ان المنظمة الدولية ألغت زيارة بعثة كان من المقرر وصولها الي بغداد أمس لاتخاذ قرار بشأن اعادة تجهيز مصنع لانتاج الامصال. وكان بينون سيفان، المدير التنفيذي لبرنامج "النفط للغذاء" الذي زار المصنع الواقع في ضاحية في جنوببغداد، اعلن عن زيارة البعثة في وقت سابق هذا الشهر في العاصمة العراقية. ورفضت المصادر الافصاح عن سبب الغاء الزيارة. وطلب العراق من الاممالمتحدة السماح له باعادة بناء المصنع الذي كان ينتج نحو 12 مليون جرعة سنوياً من الامصال البيطرية المضادة لفيروس الحمى القلاعية الذي اصاب مليون رأس على الاقل من حيوانات المزارع في العراق على مدى العام الماضي. يذكر ان اللجنة الخاصة، التي اتهمت العراق باستخدام المصنع في انتاج مواد خاصة بالحرب الجرثومية، صادرت معظم معدات المصنع ودمرتها عام 1996 للحيلولة دون امكان استخدام هذه المعدات في انتاج عوامل للحرب البيولوجية.