نيودلهي - ايانز -يتوقع العديد من المحللين والمراقبين السياسيين في الهند ان تكون أزمة كارغيل الكشميرية واحدة من المواضيع المهمة خلال الانتخابات التي ستشهدها الهند في نهاية ايلول سبتمبر المقبل0 ويعتقد هؤلاء ان غياب الموضوعات القومية الأخرى خلال الشهرين الماضيين بسبب سيطرة أحداث كارغيل على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام الهندية، اضافة إلى استحواذ القضية على تفكير السياسيين والمواطنين الهنود، سيدفعان رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبياي الى تحويل الأزمة محوراً لدعايته الانتخابية. ويتزعم فاجبايي "جاناتا بارتي" الذي يقود التحالف الديموقراطي القومي في الانتخابات. وكانت اللجنة المستقلة المشرفة على الانتخابات قررت ان يجرى الاقتراع لاختيار اعضاء مجلس النواب بالبرلمان الهندي في 4 و11 و17 و24 ايلول سبتمبر والأول من تشرين الاول أكتوبر المقبلين. و يتكون المجلس الذي يعرف ب "لوك سبها" من 543 عضواً . وفي وقت يسعى حزب "جاناتا بارتي" الهندوسي المتطرف الى تصوير تطورات الأزمة في قطاع كارغيل الحدودي على أنها انتصار عسكري ودبلوماسي كبير لحكومته، يصب حزب المؤتمر كونغرس المعارض جام غضبه على حكومة فاجبايي متهماً إياها بسوء تدبير الأمور في هذه الأزمة0 واكد رئيس الوزراء فاجبايي وزعيم "جاناتا بارتي" كوشابهو تاكري أن أزمة كارغيل سوف تصبح موضوعاً انتخابياً مهماً، فيما أعلن ك0 ناتوار سنغ زعيم "المؤتمر" أن حزبه قرر تسليط الضوء على الإخفاق الحكومي في هذه الأزمة من جوانبها كافة، مشيراً إلى ان إخفاق أجهزة الاستخبارات الهندية في رصد تحركات "المتسللين" تأتي على رأس لائحة الاخفاقات ثم تأتي بعدها الخسائر البشرية والمالية الكبيرة التي منيت بها الهند في الأزمة. ويعتقد المحلل السياسي ف0 ل0 ناراسيمها راو أن حزب "جاناتا بارتي" كان سيحاول الا تكون أزمة كارغيل موضوعاً انتخابياً مهماً إذا فشل في إخراج المتسللين ، عبر البندقية أو الديبلوماسية. ولكن بعدما بدأ هؤلاء بالانسحاب فمن المؤكد ان يسعى الحزب الحاكم إلى استغلال ذلك كأحد إنجازاته المهمة خصوصاً وان هذه الحكومة لا تملك انجازات اخرى يمكن ان تقنع بها الناخبين الهنود0 على صعيد آخر، قال زعيم حزب المؤتمر المعارض كمال ناث ان حزب "جاناتا بارتي" يسعى لتحويل النصر العسكري الذي حققه أبناء القوات المسلحة الهندية إلى نصر سياسي وديبلوماسي له، مشيراً إلى ان الجماهير الهندية التي فقدت العديد من أبنائها في هذا النزاع تراقب تلك المحاولات عن كثب ولن تغفر للحزب محاولة "سرقة" جهود أبنائها المقاتلين الذين باعوا أرواحهم رخيصة من أجل هذا النصر0 ويعتقد بعض المراقبين السياسيين الآخرين أن أزمة كارغيل ستصبح موضوعاً انتخابياً مؤثراً مثلما كانت من قبل فضيحة أسلحة "بوفورز" وحادثة اغتيال رئيسة الوزراء الراحلة انديرا غاندي وابنها الراحل راجيف غاندي مواضيع انتخابية مهمة، غير انهم أشاروا إلى انه مازال هناك متسع من الوقت لتحديد الحزب الذي سيستفيد من هذه الأزمة انتخابياً : حزب المؤتمر أم "جاناتا بارتي".