تم اختيار حارس المرمى الصادق ساسي الملقّب ب "عتوقة" من بين أفضل خمسة حراس في افريقيا للقرن العشرين. طبع اسم عتوقة في ذاكرة كرة القدم التونسية خلال أكثر من 20 سنة، حيث تولى حراسة مرمى النادي الافريقي ومنتخب تونس واعتبر قائداً متميّزاً ما جعله يرتقي الى مرتبة الاسطورة. وغادر عتوقه موقعه بين الخشبات الثلاث عام 1978، ومع ذلك، فإن جماهير الملاعب لا تزال تهتف باسمه، ويقتدي به المدربون، ويعمد أطفال الحارات في تونس، عند تقسيم المراكز في مبارياتهم، إلى تسمية حراسهم اسم "عتوقة" في بداية طريقهم نحو الملاعب. يبلغ عتوقة اليوم 54 سنة.وهو لم يؤت من العلم الا قليلاً... ومنذ ربيعه الثالث عشر، اختار حديقة "منير القبايلي" في النادي الافريقي واصبح من روادها صباحاً ومساءً وأيام الأحد. شارك الافريقي في حصد 5 بطولات للدوري وكأسين و4 تتويجات... وتذوق في أحيان أخرى طعم الهزيمة التي لم يكن في استطاعته أمامها إلا البكاء، وهذا ما حصل له في نهائيات كأس العالم عام 1978 في الارجنتين. اذ ساهم في ترشيح المنتخب للنهائيات وتصدى لركلة جزاء اللاعب المغربي فراس احمد عام 1977ثم تألق أمام منتخب مصر، وعندما عرفت تونس الطريق الى النهائيات، اختارمدرب المنتخب عبدالمجيد الشتالي حارساً آخر للمرمى هو المختار النايلي فجلس عتوقة على كرسي الاحتياط بعد أن خدم فريقه منذ سن ال18 أي منذ ان شارك في نهائيات كأس افريقيا أمام غانا. لم يعرف عتوقة العصر الذهبي لكرة القدم ولا اللاعب صاحب سيارة آخر موديل ولا الهاتف الخليوي وغيرها من وسائل الترف، بل كان يجمع بعض "الأموال" في قبعته من قِبل المباراة ليضمن بها الحد الأدنى للعيش. توج عام 1972 أفضل رياضي من تونس، ونال وسام الاستحقاق الرياضي وذهبية عام 1977في اختتام مشواره الكروي بعد 117 مشاركة مع المنتخب، وهو رقم لم يتمكن أحد من تحطيمه حتى الآن. منذ سنوات، غادر عتوقة ملاعب تونس، ليدرب الحراس في السعودية والامارات، وهو يعتقد بأن الكرة السعودية اصبحت متطورة جداً والدليل على ذلك وصولها الى كأس العالم مرتين، ويرى ان خليفته لم يولد بعد... "ربما في القرن المقبل"! وهو يعتبر الواعر والزيتوني وخالد فاضل واليازيدي أفضل الموجودين حالياً في تونس... ويضع الدعيع في المرتبة الأولى عربياً ويليه الاماراتي مصبح وحارس مرمى البحرين المعتزل محمود سلطان.