مثل إسلاميان مصريان أمام محكمة بو ستريت في لندن أمس، بتهمة التآمر مع أسامة بن لادن لقتل أميركيين. وقدّم محامون يمثّلون الحكومة الأميركية طلباً لتسلم الرجلين، مشيرين الى ان بصماتهما عُثر عليها على فاكسات تتبنى تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في افريقيا العام الماضي. لكن القاضي غراهام باركنسون طلب منهم تقديم مزيد من الأدلة. ويتوقع ان تستمر الاجراءات القضائية ستين يوماً، علماً ان القاضي اجّل النظر في القضية الى الاثنين المقبل. وكانت شرطة اسكتلنديارد اعتقلت المصريَين ابراهيم العيدروس 42 سنة وعادل عبدالمجيد عبدالباري 39 سنة، الأول في الساعة الثامنة صباح الأحد والثاني قبل الظهر، بناء على طلب أميركي. وكان الاثنان اعتُقلا في "عملية التحدي" التي نفذتها الشرطة في ايلول سبتمبر الماضي، وفي حين أطلق عبدالمجيد الحاصل على اللجوء السياسي في بريطانيا، بعد اربعة ايام على اعتقاله، أحيل العيدروس، وهو ضابط سابق في الجيش المصري، على سلطات الهجرة التي تنظر في قضيته باعتبار انه طالب لجوء. وبقي الأخير معتقلاً عشرة شهور، وأُطلق الجمعة، لكن الشرطة عاودت اعتقاله بعد يومين. ومثل الرجلان أمام محكمة بوستريت أمس واستمعا الى مترجم كان ينقل الى العربية نص الاتهامات الأميركية الموجهة اليهما. ومثّلت المحامية غاريث بيرس العيدروس، والمحامي إقبال أحمد عبدالمجيد، في حين مثّلت ارفيندر سامبي الادعاء العام الملكي البريطاني نيابة عن الإدعاء الأميركي. وقدّمت سامبي للمحكمة وثائق تربط العيدروس وعبدالمجيد بتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في 7 آب اغسطس الماضي، وقالت ان بصمات الرجلين عُثر عليها على بيانات تتبنى التفجيرين في الثامن من آب. وربطتهما ببيان تم تلقيه في الساعة الرابعة و53 دقيقة فجر ذلك اليوم في محل في لندن، وببيان ثان أُرسل من مكان آخر في المدينة في الساعة السابعة والنصف صباحاً. وزادت ان الفاكسين عُثر عليهما لاحقاً في مكاتب "هيئة النصيحة" التي يرأسها السعودي خالد الفواز. والأخير معتقل في إطار القضية نفسها منذ ايلول الماضي. وبدا أمس ان قاضي محكمة بو ستريت، باركنسون، أبدى تحفظاً عن الاتهامات الأميركية، إذ طلب من ممثلي الادعاء تقديم مزيد من الأدلة على تورط المصريين المزعوم في المؤامرة ضد الأميركيين، خلال اسبوع، ووافق على طلبهم عدم الافراج بكفالة عن الرجلين، مثلما طلب محامياهما. كذلك أبدى قلقاً من تأكيد محامية العيدروس ان موكلها ضحية "سوء استخدام السلطة" تقوم بها أميركا. وقال محامي السيد عبدالمجيد، ل "الحياة"، ان موكله ينفي نفياً قاطعاً الاتهامات الأميركية، و"يُعارض العنف، وكان دان علناً تفجير السفارتين" غداة العملية. وأوضح المحامي ان القاضي أبدى تساؤلات عن سبب تقديم الادعاء الأميركي "دليل الفاكسات" الآن، علماً ان "الفرع الخاص" في الشرطة كان يملك هذا الدليل منذ "عملية التحدي". وشدد على ان القضية "سياسية وليست قانونية". وعلم ان الأميركيين يتحدثون عن "دليل" آخر عُثر عليه لدى المعتقلين يُشير الى "نيات" بتنفيذ عمل ما قبل عملية السفارتين، لكنهم يرفضون كشف طبيعة هذا "الدليل". وفي حين قال الإسلامي المصري ياسر توفيق السري، ل"الحياة" انه يتوقع توجيه مزيد من الاتهامات الى إسلاميين في قضية السفارتين، حذّر عمر بكري زعيم جماعة "المهاجرون" بريطانيا من "مغبة اعتقال اسلاميين". وقال ل "الحياة" ان ذلك يدفع "الإسلاميين المسالمين الى التحول الى حركة مسلحة".