ابناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو أمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون وكيف يرون المستقبل، الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع فراس حسن داود زبيب 21 سنة، سنة ثانية سينما - جامعة القديس يوسف "اليسوعية" - بيروت. ما هواياتك؟ - السينما، بالطبع، وسماع الموسيقى، اضافة الى الشعر قراءة وكتابة. لمن تقرأ؟ - أبو نواس والمتنبي، ولبودلير ولوركا ورامبو. هل تمارس الكتابة؟ - أكتب احياناً لأجمّل ما أعيش، أو لأغيره حتى ولو للحظة في الخيال. أكتب لأعيش ما عشته مراراً من أحاسيس وملاحظات كبيرة، كذلك لأعود واستمتع بما كتبت. لماذا اخترت السينما كمجال اختصاص؟ - أُخذت منذ طفولتي بعالم السينما - فالسينما في نظري محاولة ناجحة لخلق عالم جديد - عالم مشاعر. والفن يمكن ان يُعاش ويُحس، والسينماء تحوي كماً هائلاً من الأحاسيس والانفعالات الكبيرة، وهي بالتالي عالم مستقل وقائم بذاته. لهذه الأسباب أعجبت بالسينما. أتخيل احياناً بأني عشت في عالم السينما اكثر مما عشت في حياتي اليومية، واخترت هذا الاخصاص لأني أشعر بأن لي رأياً في السينما أريد ان أحققه. ما الدور الذي لعبه أهلك في اختيار الاختصاص؟ - شجعني الوالد أن أكون مخرجاً عندما قال لي "ان المخرج هو علة هذا العالم وسببه وعالم السينما". أعجبت حينها بفكرة المخرج، وبدأت أحلم بأن أدرس السينما لأكون مخرجاً. عندما كبرت استمر هذا الشعور مترافقاً مع الهواية فكان ان دخلت هذا العالم ولم أندم! لماذا اخترت الجامعة اليسوعية كمكان للدراسة؟ - لم يكن لديّ الخيار، لم أتمكن من السفر لأسباب أبرزها المادي، اضافة الى عوائق أخرى. وتجربتي في الجامعة اليسوعية حوت الكثير من الندم. مضى عامان على وجودي هناك، ولم أشعر حتى الآن بأني صرت قريباً من المعرفة التقنية بالسينما! المشكلة ان هذه الجامعة أشبه بمدرسة وهي ليست مكاناً للفنانين. هي لا تنتظر فنانين بل تلامذة مجتهدين. لقد كانت الجامعة اليسوعية وما زالت الخيار السيئ الوحيد بالنسبة الي، لكني سأحاول جاهداً خلق البديل وايجاد جامعة أقرب الى الفن، جامعة تخاطب الأحاسيس ولا تعجب بأصحاب الذكاء الاصطناعي. هل لك محاولات سينمائية؟ - كانت لي محاولات سخيفة متعددة تحت عناوين كثيرة، من ضمنها أفلام للجامعة، لقد عملت مصوراً لدى تلميذ آخر يقوم بانتاج فيلم... وهكذا. وقمت أخيراً ضمن النشاط الاكاديمي بإخراج فيلم مدته ست دقائق، كان فيلماً ناجحاً، لاقى إعجاب الأهل والأصحاب، انما لم ينل اعجاب الاساتذة لأنهم رأوا فيه أكثر من محاولة لإظهار قدراتي التقنية. بماذا تتعارض مع والدك الكاتب الروائي وبماذا تتقاطع؟ - أتشابه ووالدي وهذا في نظري مشكلة، لا بل كارثة! لأن هذا يجعلنا لا نتفق! إذاً بحثت عن علاقة بيني وبينه تجد نوعاً واحداً منها ألا وهو العلاقة الرسمية التي تربط الأهل بابنهم. وليس هناك ما يتخطى هذه العلاقة التقليدية بيننا. اعتقد اننا نبحث معاً وباستمرار عن صداقة تربطنا. ان نبحث عنها لا يعني أنها موجودة! وان لم نجدها فإن هذا لا يعني بأننا لن نفعل. أرى انه يجب ان نبتعد عن بعضنا البعض لفترة. لنعود ونلتقي كأصدقاء، ليس كأب وابن فقط! هل تعتقد ان انشغال والدك الدائم بالكتابة دفعك لتحمل مسؤولية نفسك باكراً؟ - على رغم انشغاله الكبير، لم أشعر يوماً بعدم وجوده، أو بوجود نقص في حياتي. لم أشعر بأني ملزم بتحمل المسؤولية باكراً. بالتالي أتصور بأني لم أتحمل المسؤولية كما يجب، واعتقد أني سأكون دائماً متكلاً على معرفتي بأهلي في شتى القرارات والمواقف والأمكنة! كذلك أرى ان آراءهم لن تفارق مخيلتي لأني أشبههم ولو كان ذلك رغماً عني! من هم أصدقاؤك؟ - هم زملاء الجامعة! ربما يشبهونني وربما لا، لكن الانسجام يجمعنا في علاقات عديدة ومختلفة. ما هو انتماؤك السياسي؟ - لا علاقة لي بعالم السياسة، اضافة الى أني أكره السياسة! تصور أني عرفت ان العماد اميل لحود أصبح رئيساً لجمهورية لبنان التي اعيش فيها بعد مضي شهرين على انتخابه! أين تقضي أوقات فراغك؟ - في البيت ومع الاصدقاء. نتحدث، نتناقش. نكتب السينما معاً، نصور، نمل ونسأم معاً. ما هو مجال العمل الذي تعتمد عليه لتؤمن معيشتك؟ - لا أعمل حالياً. في السابق عملت في الصحافة لفترة قصيرة. قد أبدأ عملاً عما قريب. الأرجح ان يكون في مجال الصحافة. لا أظن بأني سأتمكن من العمل في السينما في بلد كلبنان!