يا لأيامي ووحدتي أقولها صراحةً من غير مواربة ولا كناية لأنّ هذه الأسوار والكوابيس العاتيةَ ستنجز، لا شك، مهامها الضارية في أعماقي ولأنّ كلب الطفولة كفّ عن النباح خلف تلك السهوب اللامعة من الحَلْفا * * * البارحة افترقنا هكذا من غير وداع ولا دمعة يسكبها نيزك بعيد هكذا دائماً على مفترق طرق وأزمنة ربما الالتفاتة الثكلى لغزال جريح بين المحطات التي تشبه ساحة حرب رأيتها تحلّق في الأفق وحيدة هي أيضاً من غير شفاعة ولا آلهة ولا تنظر الى شيء كانت زائغة وجميلة الجمال الشاحب في موقد الغياب سحنة البداة في نار ليلهم الغيمة التي يشطرها برق العاصفة. بعد ساعات رجوعي من بلادها البعيدة كانت أول زوّار ليلي رأيتها ترتّب آنية الزهور وتلهج بأسماء أشجار لا أعرفها تقول: ان بيتك موحش وكئيب وبحاجة الى حديقة تحد من فيض الصحراء رأيتها تصلّي بين أطفالها الكثيرين وتنهاهم عن هواية قتل العصافير هي التي أبادت مُدناً كاملةً من غير رفّة جفن وأماتت الأفعى التي لسعتها كانت في الصلاة كما في محطة القطار شاحبة في ضوء شموعها الراحلة * * * الغنيمة التي جادت بها السماء والمياه التي باركها الأنبياء على صخرة عطشهم الكبير رفّة جناح الهدهد في عرش سليمان تبكين ألماً وبهجة وتبكين رغبة، تنفجر على منعطف الأشواق ]عروق جسدي أنهار خبيئة[ تسيرين بأصبع عار من خاتم الزواج كنت البحيرة التي تحلم بها الريح. * مقاطع من قصيدة طويلة.