أعرب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن أنديك عن تقدير ادارة الرئىس بيل كلينتون للرسالة التي حملها رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الى واشنطن خلال اليومين الماضيين "وهي تشكّل دعوة سلام وإشارة مهمة الى المنطقة وتشجّع الولاياتالمتحدة على المضي في بذل الجهود من اجل تحقيق حل شامل على المسارات الفلسطيني واللبناني والسوري". وكان أنديك يتحدث خلال عشاء اقامه سفير لبنان في واشنطن الدكتور محمد شطح تكريماً للرئىس الحريري مساء الاربعاء الماضي، حضره كبار المسؤولين الاميركيين في الإدارة والكونغرس وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي. ورحّب أنديك بتصريحات الحريري خصوصاً لجهة حديثه عن الحاجة الملحّة الى تحقيق تقدم في عملية السلام واستعداد لبنان وسورية للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل خلال ثلاثة اشهر. ووجّه كلامه الى رئىس الحكومة اللبنانية قائلاً "كانت تصريحاتكم مهمة وأرسلت رسالة الى المنطقة وشجّعتنا على المضي في بذل الجهود ... اؤكد لكم الآن بالنيابة عن الرئىس كلينتون والوزيرة مادلين اولبرايت عزمنا متابعة الجهود". وأضاف "انها ايام صعبة لكننا لا نزال نأمل في تحقيق انجاز على المسار الفلسطيني قريباً. ومن ثم نمضي في استئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني وكذلك على المسارين السوري واللبناني وتحقيق السلام الشامل. شجّعتنا رسالتكم بالسلام ... ونعتقد ان لدينا صديقاً في بيروت يعمل من اجل الاستقرار والسلام والازدهار لشعبكم ولشعوب المنطقة". تحرّك أميركي وفي حديث إذاعي، أعلن الحريري رفض لبنان ما أعلنه رئىس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لجهة استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة. وتوقّع "تحركاً اميركياً على المسارين السوري واللبناني خلال اسابيع قليلة، سواء تم التوصل الى اتفاق على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي او لم يتم". وأعلن ان الولاياتالمتحدة "تعتبر المسارين السوري واللبناني مهمّين للسلام، وهي ركّزت سابقاً على المسار الفلسطيني نحو عامين من دون ان يحدث شيء حتى الآن". وأضاف ان اقتراحه الاستعداد لإنجاز اتفاق مع اسرائيل خلال ثلاثة اشهر، "لقي اهتماماً جدياً من الرئيس كلينتون والوزيرة أولبرايت وعلى هذا الأساس نعتقد ان شيئاً يمكن ان يحدث في سرعة". وجدّد الحريري دعوته الى بذل الجهود لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأعرب عن ارتياحه الى "تأكد الرئيس كلينتون ومستشاره صموئيل بيرغر والوزيرة اولبرايت والسفير دنيس روس وغيرهم من المسؤولين الأميركيين عزمهم المضي في بذل الجهود لتحقيق التقدم خصوصاً على المسارين السوري واللبناني". وأضاف "ان لبنان يريد انسحاباً اسرائيلياً من أراضيه وإحلال السلام، لكنه غير قادر على صنع هذا السلام بمفرده. على اسرائىل ان تقرر ما تريد. فإذا أراد الشعب الإسرائيلي العيش في سلام فالسلام قريب. نحن والسوريون والعرب قررنا وضع الحرب وراءنا وصنع السلام، ونأمل ان يقرر الاسرائيليون صنع السلام". وعن ردّ فعل اسرائيل على ما عرضه على الإدارة الأميركية، قال "طرحنا ثلاثة اشهر لإنجاز اتفاق سلام شرط استئناف المفاوضات من حيث توقفت، لأننا نعتقد ان المفاوضات التي حصلت في السابق أنهت الجزء الأكبر من المشكلات، وأن ما تقترحه اسرائيل الآن من دون شروط مسبقة يعني عملياً نسيان كل ما تمّ التوافق عليه خلال خمس سنوات من المفاوضات سابقاً، وهذا امر لا يخدم عملية السلام، ولا يدل الى نيات حسنة". وكشف المتحدث باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري "ان محادثات الرئىس كلينتون مع الرئىس الحريري تناولت الخطوات التي يمكن ان يتخذها الآن جميع الاطراف لدفع الاهتمام الاميركي بالحل الشامل، وهذا يشمل المسارات الفلسطيني واللبناني والسوري". وكان الحريري كشف في حديث تلفزيوني "ان عملية مبادلة أسرى لبنانيين بأشلاء جندي إسرائيلي، وصلت الى المرحلة النهائية، وستنجز في غضون أيام قليلة عندما أعود الى لبنان". ونفى ان يكون الطيار الاسرائيلي رون أراد "عندنا". وقال "لو كان عندنا لسلّمناه". لقاء أنان وغادر رئيس الحكومة واشنطن امس الى نيويورك حيث يبحث اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان. ومن المقرر ان يعرّج على أتلانتا حيث يجري فحوصات طبية قبل ان يتوجه الى باريس للقاء الرئىس الفرنسي جاك شيراك وعدداً من المسؤولين الفرنسيين، ويعود الى بيروت الأربعاء المقبل ويزور دمشق لإطلاع المسؤولين السوريين على نتائج جولته. واتصل الحريري امس برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي الياس الهراوي ونبيه بري. وعلم انه بنى حديثه عن "شيءٍ ما" اميركي قد يحصل قريباً، على معلومات تفيد ان مبعوثاً اميركياً سيزور المنطقة لتحريك عملية السلام