ناقش مؤتمر نظمته في بيروت رابطة الجامعيين اللبنانيين من خريجي الجامعات الفرنسية بعنوان "الاتحاد الأوروبي ولبنان" محاور تندرج في صلب الشراكة الأوروبية - العربية وليس فقط الشراكة مع لبنان. التقرير الآتي لدانيال ضاهر: بين الأفكار التي ناقشها مؤتمر رابطة الجامعيين اللبنانيين، ما قاله رئيس الرابطة وليد عربيد من ان "الهدف من المؤتمر هو طرح اشكاليات علاقة الاتحاد بلبنان اقتصادياً وثقافياً وسياسياً، وبالتالي المساعدة على فهم موقع القارة الجارة للبنان المرتبط هو الآخر بأشقائه العرب". واعتبر انه "يمكن المؤتمر ان يشكل سنداً لأي حوار أوروبي عربي والى تفعيل الشراكة الأوروبية المتوسطية تجاه الدول العربية". وأكد أن "للبنان دوراً أساسياً في منطقة البحر المتوسط كونه يرتبط بعلاقة صداقة مع عدد من الدول الأوروبية وهو دولة عربية فاعلة في المنطقة". ورأى أن "الحديث عن الشراكة الأوروبية - المتوسطية يتكاثر اليوم كونه استراتيجياً يحقّق نوعاً من التوازن الاقتصادي بين دول حوض المتوسط. وكل هذه الطروحات ترتبط بعملية تفعيل مسار عملية السلام في الشرق الأوسط، ومن دون السلام العادل والشامل تبقى الشراكة متجهة في مسار واحد وهو الاقتصاد". وشدّد على "ضرورة أن يوازن أيضاً بدور سياسي فاعل يفرض نفسه في جملة من القضايا المهمة والأساسية في المنطقة". كذلك تحدّث نائب رئيس مجلس الإنماء والإعمار بطرس لبكي في جلسات المؤتمر عن خطة النهوض الخمسية التي امتدت من 1992 حتى 1997 وخطة ال2000 لاعادة تأهيل البنى التحتية وتكييف لبنان مع التحديات المقبلة. وأعلن عن "خطة خمسية جديدة 2000 - 2005 لتصويب المسار"، مشيراً الى أنها "تركّز على الشأن الاجتماعي وتنمية المناطق الأقل تطوراً وكذلك قطاعات الصناعة والسياحة والزراعة. وتركز أيضاً على انجاز المشاريع التي بوشر في تنفيذها". وقال لبكي ان "لبنان حصل على ما يفوق الخمسة بلايين دولار تمويلاً خارجياً لم يستخدم منه إلاّ نسبة 40 في المئة حتى الآن". وتطرق لبكي الى "ارتباط لبنان بأوروبا عارضاً لأرقام التبادل التجاري مع القارة، ومساهمة دولها ومؤسساتها في تمويل الإعمار وبلغت بنسبة 37 في المئة". وحاضر حسن الخليل عن امكان اعتماد لبنان اليورو كعملة احتياط أولى أو ثانية، قبل التأكد من أن هذه العملة ثابتة وتشكل ركيزة في الاقتصاد العالمي". وعرض سببين لعدم نضوج الدور الأوروبي في لبنان وفي المنطقة العربية وهما أن الأسواق المالية العالمية وبالتالي الناشئة ما زالت مرتبطة أكثر بلندن ونيويورك فضلاً عن أن حجم السوق نفسها لا توحي بجدوى التوسع المطلوب اقتصادياً لشركات أوروبية أو غيرها"، وأكد أن "ذلك لا يعني أن الأسواق المالية في لبنان لا تدعو الى التفاؤل بل على العكس ينظر لبنان الى استعادة دوره الاقليمي، ودور الخدمات المالية فيه هو احدى القطاعات التي يمكن لبنان أن يقدّمه في محيطه العربي في ضوء المتغيرات الإقليمية". وعرض جاك طوني في محاضرة علاقات لبنان التجارية مع دول الاتحاد الأوروبي، وركز على "المكانة الجغرافية والإنمائية لدول الاتحاد الأوروبي"، وقال ان "دول الاتحاد الأوروبي تحتل المرتبة الثانية من حيث الصادرات اللبنانية 2،19 في المئة بعد المنطقة 4،51 في المئة وقبل أميركا الشمالية 1،4 في المئة والشرق الأقصى 3 في المئة، أما الواردات فتتصدّر دول الاتحاد الأوروبي اللائحة 2،53 في المئة تليها المنطقة 15 في المئة فأميركا الشمالية 10 في المئة ثم الشرق الأقصى 10 في المئة". وركز عدنان بدران على نقل "التكنولوجيا بين الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط"، وعرض مسارين "الأول كيفية تنمية بنية أساسية تحتية من القوى البشرية لاستيعاب نقل التكنولوجيا وتطويعها محلياً لخدمة التنمية والثاني وسائل نقل التكنولوجيا على المديين البعيد والقصير. ومسار ثالث يدور حول تنمية الإبداع والبحث العلمي والابتكار"، مشيراً الى أن "استثمارات الاتحاد في البحث سنوياً بمعدّل 2 في المئة من الناتج القومي المحلي، بينما بلغت في العالم العربي 1.0 في المئة من الناتج القومي العربي". وحاضر هوبير لانغ عن "سياسة المانيا الثقافية الخارجية وخطوطها العريضة وبعدها الأوروبي وعلاقاتها مع لبنان"، ولفت الى أن "من المهم بالنسبة الى بلد كألمانيا النظر اليه في الخارج كبلد ثقافي"، معتبراً ان "الثقافة ضمانة لمستقبله". وعدد المؤسسات التعليمية والثقافية الألمانية القائمة في لبنان والنشاطات التي تقوم بها في لبنان. وتحدَّث وليد عربيد عن "التصورات المستقبلية: لبنان والاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط". واعتبر ان "للشرق الأوسط أهمية عظمى في التوازن الاستراتيجي والاقتصادي في العالم وهو المسرح الأول للصراعات بعد الحرب الباردة". وتطرّق الى "الشلل شبه الكلي لعملية السلام"، متسائلاً عن "تغيير قد يحصل"، مستنداً "الى عودة المحادثات مع مجيء ايهود باراك واخلاء جزين التي اعتبرها علامة أولية لهذا التغيير". وقال عربيد ان "تم حل الاتحاد الأوروبي في المنطقة محدود في حين ان التدخل الاقتصادي واسع وفاعل". وتحدث باسكال شينيو عن الاتحاد الأوروبي والعلاقات السياسية الفرنسية - اللبنانية، وأكد على "الأهمية السياسية والجيوسياسية للبنان بالنسبة الى فرنسا". وقال في ضوء الجيوسياسية الأوروبية الجديدة، فإن فرنسا تعمل على الاحتفاظ بتوازن داخل الاتحاد الأوروبي وتقتضي مصلحة فرنسا بالتوسع الى جنوب المتوسط، كما أن الجيواقتصادية التي ترسم داخل منظمة التجارة العالمية، تدفع بفرنسا الى تشجيع ودعم دخول شركائها التقليديين وفي مقدمهم لبنان". وتناول أهمية لبنان في المنطقة التي تعيش أزمات مفتوحة. فهو بوابة الى الجزيرة العربية ونقطة التقاء بين جنوب المتوسط والغرب. وقال ان "فرنسا تشكل دفاعاً للبنان في الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن لبنان إلاّ التأكيد على أهمية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي". واعتبر الآن غريش في محاضرة عن حاجة أوروبا الى السلام، ان أوروبا والشرق الأوسط متداخلان وما يحصل في الأولى ينعكس على الثاني وبالعكس.