يبدأ المؤتمر الوزاري الأوروبي المتوسطي أعماله غداً في شتوتغارت في المانيا التي تترأس الاتحاد الأوروبي حالياً. ويمثل الاجتماع متابعة لاطار برشلونة تشرين الثاني 1995. ودُعي للمشاركة في المؤتمر وزراء خارجية الدول الأوروبية ال15 اضافة الى وزراء خارجية 12 دولة متوسطية، كما دُعيت ليبيا للمرة الأولى للمشاركة بصفة "مدعو خاص". وينتظر أن يمثل مصر وزير الخارجية عمرو موسى ولبنان وزير الاقتصاد ناصر الصعيدي والسلطة الوطنية الفلسطينية وزير التخطيط نبيل شعث. ولم يعرف بعد ما إذا كانت دول المغرب العربي الثلاث الجزائر وتونس والمغرب ستحضر المؤتمر، كما لم يُعرف ما إذا كان الأردن سيحضر. واعتبر مصدر فرنسي مطلع ان انعقاد المؤتمر في ظل الجمود الذي يظلل مسيرة السلام يشكل حدثاً في حد ذاته. وقال ان من المتوقع أن يؤكد المؤتمر مجدداً صلاحية اطار برشلونة وأن يعطي دفعة جديدة للتعاون التقني والثقافي بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط. وأضاف ان المؤتمر، وهو الثالث من نوعه بعد برشلونة ومالطا، من شأنه اعطاء دفعة للمفاوضات بين بعض الدول المتوسطية والاتحاد الأوروبي في شأن اتفاقات الشراكة. وضرب مثلاً بأن مصر تقترب من التوصل الى توقيع مثل هذه الاتفاقية في حين أن اتفاقيتي الشراكة مع لبنان وسورية لا تزالان بعيدتي المنال. وأشار المصدر الى أن توقيع مشكلة العائدات الجمركية تعوق الاتفاقية بالنسبة الى لبنان. وأوضح ان المطلوب من سورية ان تعيد هيكلة اقتصادها من أجل التوصل الى مثل هذه الاتفاقية "وهو مسار طويل يتطلب بعض الوقت". وعلى الصعيد السياسي، ينتظر أن يقر المؤتمر مبدأ الإعداد لمشروع ميثاق أوروبي - متوسطي في شأن الاستقرار في المنطقة. وأشار المصدر الى أن هذا الميثاق "سيتحقق في حال التوصل الى سلام فعلي في الشرق الأوسط". وقال ان لدى فرنسا بعض الأفكار في شأن المشروع هي قيد الدرس حالياً، وأن من المهم ان يتوصل المؤتمر الى توافق على ضرورة وجود مثل هذا الميثاق لزمن السلم. الى ذلك، أوضح مصدر مطَّلع على الإعداد للمؤتمر أن ليبيا دُعيت الى المؤتمر بصفة "مدعو خاص" بانتظار انضمامها الى إطار برشلونة الذي يستدعي إتمام اجراءات معينة وصدور قرار جماعي. وأشار الى أنه "على رغم الأجواء المعقدة المحيطة بالمؤتمر، ورغم الصعوبات التي لا تزال قائمة، فإن النهج الذي أرسي في برشلونة قبل أربع سنوات أصبح أكثر متانة وينبغي العمل على تعزيزه". واعتبر ان المؤتمرين السابقين عقدا أيضاً وسط أجواء معقدة وان كانت مختلفة عن الأجواء القائمة حالياً، وأن مؤتمر مالطا عام 1997 واجه مصاعب كبيرة نتيجة العقبات المتصلة بعملية السلام في الشرق الأوسط تم تجاوزها. وأوضح ان وزير الخارجية الاسرائيلي آرييل شارون دُعي للمشاركة في مؤتمر شتوتغارت مشيراً الى أن الهدف من هذه المؤتمرات هو "جمع وزراء خارجية الدول الأعضاء حول مائدة واحدة لتعزيز التفاهم والتعاون في ما بينهم". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أشارت في بيان الى ان فرنسا تعلق أهمية خاصة على مؤتمر شتوتغارت، لأنه ينبغي أن يعطي انطلاقة جديدة لاطار برشلونة بعد السنوات التجريبية الماضية وعلى ضوء الصعوبات التي اتسمت بها. وأعربت الوزارة عن ترحيبها بمشاركة ليبيا للمرة الأولى بعد تعليق العقوبات التي كانت مطبقة عليها. والدول الأوروبية المشاركة في مؤتمر شتوتغارت هي النمسا وبلجيكا والدانمارك واسبانيا وفنلندا واليونان وايرلندا وايطاليا وهولندا والبرتغال وبريطانيا والسويد ولوكسمبورغ وفرنساوالمانيا. أما الدول المتوسطية فهي الجزائر ومصر والأردنولبنان وسورية والمغرب وتونس وتركيا ومالطا وقبرص والسلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل. الى ذلك يتوجه الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد الى شتوتغارت اليوم لحضور اجتماعات الشراكة. وقال عضو الوفد المصري مساعد وزير الخارجية السفير فتحي الشاذلي إن اجتماعات وزراء الخارجية ستبحث في آفاق التعاون في ضوء اجتماعي مالطا في العام 1997 وباليرمو في العام الماضي وما تم انجازه في اجتماعات كبار المسؤولين في شأن التعاون السياسي والامني والاقتصادي التي تضمنها اعلان برشلونة.