اعتبر مراقبون أن إغلاق الولاياتالمتحدة سفاراتها في سبع دول افريقية يؤكد معلومات جرى تداولها اخيراً عن توقع ادارة الرئيس بيل كلينتون تنفيذ أعمال عنف ضد اهداف اميركية في القارة السمراء. وأكد أصوليون عرب مقيمون خارج مصر في اتصالات أجرتها معهم "الحياة" من القاهرة أمس، ان التهديدات التي أطلقها قادة اسلاميون ضد الاميركيين "مازالت قائمة". ورجّحوا ان يكون تأخر الإقدام على عمل ضد أحد المصالح الاميركية "للرد على السياسات الاميركية المعادية للاسلام، يعود الى انشغال الرأي العام في العالم خلال الشهور الماضية بأحداث منطقة البلقان". وأوضح هؤلاء ان تنظيمي "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن و"جماعة الجهاد" المصرية التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري واللذين تجمعهما "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" مع جماعتين من باكستان وثالثة من بنغلاديش، "لم يبدلا من خططهما تجاه الاميركيين". وشدد المتحدثون على أن تنظيم "الجماعة الاسلامية" المصري "ليس من بين التنظيمات التي تنوي المشاركة في أي عمل ضد المصالح الاميركية سواء داخل مصر او في افريقيا او اي بلد آخر". وكانت الجبهة أُسست في شباط فبراير العام 1998. وتردد وقتها ان المسؤول في مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" رفاعي احمد طه شارك في توقيع بيانها الأول الذي تضمن فتوى "توجب على المسلمين قتل الاميركيين ونهب اموالهم اينما وجدوا"، لكن طه عاد في 29 تموز يوليو من العام نفسه ونفى ان يكون وقع على البيان، واكد أن "الجماعة ليس من بين خططها استهداف المصالح الاميركية". ومعروف ان ذلك التنظيم اصدر في اذار مارس الماضي قراراً قضى بوقف شامل لكل العمليات المسلحة داخل وخارج مصر استجابة لمبادرة سلمية اطلقها في تموز يوليو العام 1997 القادة التاريخيون ل "الجماعة الاسلامية" الذين يقضون عقوبة بالسجن في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. وتتهم الولاياتالمتحدة ابن لادن بأنه وراء تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس من العام الماضي. وقتل في الانفجار الاول 213 شخصا منهم 12 اميركياً واصيب اكثر من خمسة آلاف بجروح، فيما قتل 11 تنزانياً وجرح اكثر من 7 آخرين في الانفجار الثاني. ووقع الانفجاران بعد ثلاثة ايام فقط من بيان اصدرته "جماعة الجهاد" ونشرته "الحياة" يوم 8 من الشهر نفسه وتعهدت فيه بتنفيذ "عمل سريع بلغة يفهمها الاميركيون" رداً على قيام الاستخبارات الاميركية باعتقال عدد من عناصر التنظيم في البانيا وتسليمهم الى مصر. وعاود التنظيم نفسه في شهر نيسان إبريل الماضي تهديد الاميركيين إثر صدور الاحكام في قضية "العائدون من ألبانيا" التي حوكم فيها 107 من عناصر "القاعدة" و"الجهاد" بينهم 60 حوكموا غيابياً. وصدرت احكام بالإعدام ضد عشرة منهم على رأسهم الظواهري.