حذّر مجلس الوزراء الكويتي امس المرشحين في الانتخابات البرلمانية من الاساءة للوزراء وكبار المسؤولين وتجريحهم خلال الخطابات الانتخابية والندوات، وكلف "ادارة الفتوى والتشريع" درس اجراءات قانونية تعالج هذه الممارسات السلبية. ولم يكشف بيان للمجلس بعد جلسته الاسبوعية امس عن طبيعة الاجراءات التي ستتخذ، لكن وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد كان نبه في تصريح صحافي الشهر الماضي، النواب السابقين والمترشحين للانتخابات بأنهم "لم يعودوا يتمتعون بالحصانة البرلمانية" لكنه أكد ان الحكومة لا تريد استغلال هذه الحقيقة ضدهم. على صعيد آخر، قررت الكويت منع قناة "الجزيرة" التلفزيونية من العمل في الكويت وسحب التراخيص الصحافية الممنوحة الى العاملين فيها. وقال وزير الاعلام يوسف السميط ان القرار الذي أيده مجلس الوزراء، أمس، جاء بعد الاساءة لأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في برنامج بثته القناة في الرابع من حزيران يونيو. وأوضح السميط في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، ان الاساءة جاءت في برنامج "الشريعة والحياة" الاسبوعي حين اتصل شخص عراقي يدعي سعد الزبيدي وتلفظ بعبارات غير لائقة بحق الشيخ جابر وان مقدم البرنامج "لم يحاول ان يعترض أو يعتذر للمشاهدين أو يبدي أي نوع من أنواع الأسف". وأضاف: "نعلم ان هناك اشكالات تحدث في البرامج التي تبث على الهواء لكن هناك ايضاً أساليب عدة للمعالجة". وشدد الوزير على ان القرار ضد قناة "الجزيرة" "يجب ألا يفهم انه موجه ضد قطر الشقيقة أو الشعب القطري الشقيق، بل نتحدث عن قناة خاصة أساءت الى سمو الأمير اساءة كبيرة". وأشار الى ان "الجزيرة" أعادت بث البرنامج في اليوم التالي وحذفت الفقرة المسيئة "من دون ان يشار الى الموضوع أو يقدم توضيح أو اعتذار". واعتبر السميط ما بدر من "الجزيرة" مخالفة صريحة لبنود ميثاق الشرف الاعلامي الذي اتفق عليه وزراء الاعلام العرب في اجتماعهم الأخير. لكنه أكد ان الكويت "ستظل مفتوحة للاخوة الاعلاميين القطريين وسيصل الليلة ضيفاً على الكويت الأخ عبدالعزيز آل محمود رئيس تحرير صحيفة الشرق القطرية". وأشار الى ان "الجزيرة" قامت باتصالات مع السفارة الكويتية في الدوحة لتقديم ايضاحات حول الموضوع، "لكن المبررات التي قدمت الينا غير مقبولة". وقال ان الكويت "ترفض ان تكون القناة الجزيرة مجالاً لمن حكم عليه بالاعدام أو للهاربين من وجه العدالة للتعبير عن آراء أو وجهات نظر". اما مجلس الوزراء فدرس ما يثار في الندوات الانتخابية وما تنقله الصحف عن هذه الندوات "من اساءات بالغة وتعريض وتجريح ومساس بكرامة الوزراء وكبار المسؤولين وتشويه لدور الحكومة وما تقوم به من جهود"، وعبر عن "استيائه لما تنطوي عليه هذه الممارسات السلبية من آثار بالغة الخطورة تسيء الى روح الوحدة الوطنية". وتابع البيان ان المجلس "يتفهم ما قد تتطلبه طبيعة الحملات الانتخابية وما يصاحبها من تعرض لكل القضايا ... ويؤكد حرصه على احترام حرية الفكر والرأي". ودعا المرشحين الى "الارتقاء بطروحاتهم والتزام الموضوعية في توجيه النقد". من جانب آخر استمع مجلس الوزراء الى شرح من وزير الأوقاف أحمد الكليب حول وضع المساجد في الكويت ورسالتها الدينية والاجتماعية، واعتمد المجلس عدداً من الاجراءات الهادفة الى تعزيز وتفعيل دور المساجد في بناء المجتمع. ولم يوضح البيان طبيعة هذه الاجراءات غير أن وزارة الأوقاف كانت حققت مع عشرات من خطباء المساجد الشهر الماضي بعد خطب عارضوا فيها قرار الأمير منح المرأة حق الترشيح والانتخاب وأوقفت عدداً منهم عن الخطابة.