دعا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق الى وقف القتال في جنوب السودان، كما دعا قادة المعارضة الى المصالحة مع الحكومة، وانتقد الولاياتالمتحدة بشدة وقال انها تسعى الى احتواء المنطقة والسيطرة على مواردها. وغادر القذافي الخرطوم أمس بعد زيارة استغرقت ثلاثة ايام اجرى خلالها محادثات مع كل القوى السياسية السودانية، وبينها تحالف قوى الشعب العاملة الذي يرأسه خصمه الرئيس السابق جعفر محمد نميري. وظهر نميري والقذافي على شاشة التلفزيون وهما يتعانقان طويلاً. وحضر اللقاء، الى جانب نميري، نائبه الأول السابق خالد حسن عباس الذي كانت تربطه صداقة مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. والى مجموعة نميري، التقى القذافي قيادات الحزب الاتحادي الديموقراطي، مجموعة الشريف زين العابدين الهندي ومجموعة من السياسيين الجنوبيين منهم نائب رئيس الجمهورية السابق أبيل الير. وتحدث القذافي مع السياسيين السودانيين داعياً الى وحدة البلاد ونبذ العنف. وتحدث القذافي في لقاءات شعبية عدة من بينها لقاء في منطقة الحاج يوسف، ولقاء مع القيادات الفكرية والاكاديمية، ولقاء قبل مغادرته الخرطوم أمس مع القيادات الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا. وعرض الزعيم الليبي في هذه اللقاءات آراءه السياسية. وألمح الى اهتمامه بعلاقاته الافريقية في المرحلة المقبلة. وهاجم بشدة الولاياتالمتحدة لدى زيارته موقع مصنع الشفاء للأدوية الذي دمرته غارة جوية اميركية العام الماضي. وقال "ان هناك مخططاً امبريالياً لاحتواء المنطقة والسيطرة على مواردها". ودعا ابناء السودان في الداخل والخارج الى الجلوس في مؤتمر جامع لحل مشاكلهم وتحقيق الوفاق الوطني. وقال "ان قتال السوداني لأخيه السوداني شيء مؤسف"، وطالب تغليب الارادة الوطنية على الخلافات الحزبية. وأكد ان السودان مستهدف من اميركا والصهيونية. ووجه القذافي جزءاً من حديثه الى قرنق داعياً اياه الى تفهم المتغيرات الجديدة في السودان والسعي الجاد لحكومته الى السلام. وقبيل مغادرته السودان وقّع القذافي والرئيس عمر البشير بياناً مشتركاً عن نتائج المحادثات، التي ركزت على التعاون التجاري والاستثماري والثقافي.