طلبت روسيا انعقاد مجلس الأمن في جلسة مشاورات طارئة للبحث في ما وصفه السفير سيرغي لافروف، في رسالة الى رئيس المجلس، ب"معلومات مرعبة" ذات علاقة بوجود مواد كيماوية في المكاتب التي استخدمتها اللجنة الخاصة المكلفة ازالة الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم في بغداد. وفوجئت الامانة العامة امس برسالة السفير الروسي، وقالت انها ليست على علم بفحوى المعلومات المتوفرة لدى روسيا. وحسب الناطق باسم البعثة الروسية، كيرل سبيرانسكي، طلبت روسيا من الامانة العامة ان تشرح لمجلس الأمن أمر "المواد الكيماوية التي تُركت في مبنى الامانة العامة للجنة الخاصة في بغداد". وقال ان البعثة الروسية التي "ترفض التعاطي مع اونسكوم"، تريد من الامانة العامة ان تقدم شرحاً لهذه المعلومات "وماذا تنوي العمل بالمواد الكيماوية" الموجودة في المبنى. وتقرر انعقاد المجلس أول من أمس الاثنين في جلسة قالت المصادر انها قد تكون صدامية بين السفير الروسي سيرغي لافروف ورئيس لجنة "اونسكوم" السفير ريتشارد بتلر، خصوصاً ان بتلر استعد لاحاطة المجلس برده على التساؤلات الروسية، فيما ترفض البعثة الروسية الاستماع الى بتلر او التعاطي معه. وقالت مصادر عراقية ان المواد الكيماوية التي عُثر عليها في مقر "اونسكوم" في بغداد هي من نوع غاز الاعصاب المعروف بغاز الخردل. وأضافت ان منسق البرنامج الانساني في بغداد احتاج بعض الامور من المبنى، فذهب اليه يرافقه عراقيون، "وفوجئ الجميع" بوجود هذه المواد. وتابعت المصادر ان "اسباب الاحتفاظ بها غير معروفة" الا ان استمرار وجودها في المقر "خطير". ونفى بتلر ان يكون في المقر في بغداد اي مواد "مرعبة"، وقال: "ان خبراء اونسكوم لا يعرفون شيئاً يمكن ان يوصف بأنه مرعب". وتحدث الديبلوماسيون الفرنسيون عن "اهمال اونسكوم اتخاذ الاجراءات الضرورية لتنظيف المقر"، وقال احدهم ان بتلر "ترك وراءه أموراً مضرة". وتعمد السفير البريطاني السير جيريمي غرينستاك التقليل من أهمية التطورات، وقال "أشم رائحة الافراط في كل هذا". وطلبت روسيا دخول "فريق غير منحاز" الى المقر للاطلاع على وضع المواد الكيماوية، حسب السفير لافروف، الذي قال: "نطالب باجراءات فورية" بهدف "التأكد من ازالة هذه المواد" التي وصفها بأنها "مواد كيماوية". وتابع ان المجلس يتوقع تقريراً مكتوباً من الأمين العام في اعقاب "التفسيرات" التي قدمها بتلر الى المجلس.