على الرصيف ينظرون الى ملصق في احد شوارع لندن. تساءل احدهم وهو يشير الى رفيقته: "ما هذا… هل هي طريقة جديدة في الاعلان؟" انتبهت صديقته ثم قررت ان الملصق "اعلان عن فيلم"… فقد تجاوزت الصورة حواجز اللغة، واكد الملصق للمشاهدين ان هناك لقاء ما. تلتقي لندن والقاهرة في معرض "ملصقات الافلام المصرية" طوال هذا الشهر. بدأ تعليقها هذا الاسبوع في مناطق مختلفة من العاصمة البريطانية: ملصقات تعلن عن افلام مثل "الارهاب" و"موعد مع الرئيس" و"وحوش الميناء". رنا سلام منظمة المعرض تقول ان الملصقات التي تم انتاجها في الثمانينات والتسعينات تبرز اسلوباً طغى في الاعلان خلال فترة شهدت تغيرات اقتصادية واجتماعية في مصر. اختيرت اماكن عدة لتعليق هذه الملصقات على لوائح خاصة وذلك لتميزها بالتجانس السكاني، ولأنها مفتوحة لأكبر عدد من المشاهدين. الملصق داخل جدران معرض يحجب الحيوية الى حد ما، غير ان تعليقها على الجدران في الشوارع يمنع المقارنة والاستنتاج، وهذا ما يجعل النظر اليها مجرد شيء موقت الى ان يتوارى الاستغراب. المكان الحقيقي لأي ملصق هو الشارع طبعاً. غير اننا هنا امام تذكّر ذلك "الفنان" الذي صنعه في عملية انشاء تمارس منذ ايام تولوز لوتريك… الملصق تحوّل الى جهاز اعلامي في لندن تمارس فيه آخر نظريات الاستهواء والسيكولوجيا. اما ملصقات السينما المصرية فلا تزال تستلهم فن الملصق الاصلي. رنا قدمت دراسة عن هذا الفن في معهد "سانت مارتنز" وكثيراً ما استلهمت من ذلك طرقاً في التعبير عن مشاريع التصميم التجاري التي تزاولها. وهذه اشتملت على واجهات المتاجر، كما المعارض الخاصة والازياء والحلى، ثم المقاهي. تساءل مشاهد آخر على الرصيف وهو ينظر الى الملصق المعلّق امام معرض "اوليمبيا": ما هي المناسبة؟ فريد شوقي يبدو في الوان قوية في فيلم "وحوش الميناء". في الخلفية مسدس وعراك. اما الرقص او الغناء فهو اكثر حظاً من العنف في الملصق الذي نفذه "أنيس". انه اول معرض في اوروبا لملصقات الافلام المصرية يقدمه المعهد الدولي للفنون المرئية في موضوع "مدن من خلال اشرطة السينما". الملصقات هذه بمثابة لوحات، التركيز فيها دائماً على النجوم: احياناً يظهرون في بورتريهات جاهزة، واحياناً آخر يشخصون بملامحهم عنوان الفيلم. الصيغة بسيطة وتأثيرها مباشر، تطورها مرتبط كثيراً بتطور الافلام التي تعلن عنها.