افتتح قادة "التجمع الوطني الديموقراطي السوداني" اجتماعهم في كمبالا امس بكلمات عبرت عن انقسام حاد بين اركانه الثلاثة، حزب الأمة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" والحزب الاتحادي الديموقراطي. وكانت نقطة الخلاف الرئيسية اتفاق جيبوتي بين "الأمة" والحكومة السودانية. واستهل زعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق كلمته بادانة اتفاق جيبوتي وأعلن تبرؤه منه، وقال انه تخطى الحد الأدنى من الاتفاق، وإن توقيع حزب الأمة عليه يعني انسحابه من "التجمع الوطني". ورفض قرنق كل مبادرات الحل السلمي بما فيها المبادرة المصرية - الليبية، وأعلن تمسكه بمبادرة "السلطة الحكومية للتنمية" ايغاد، كما رفض الدمج بين هاتين المبادرتين أو حتى التنسيق بينهما. وقال ان مبادرة "ايغاد" الآن واقع، وانها مدعومة سياسياً من "التجمع الوطني" ومن دول الاقليم ومن العالم، وان حكومة الخرطوم وقعت على مبادئها. وأشار الى ان اجتماع كمبالا يعتبر تاريخياً وسيخرج منه "التجمع الوطني" اكثر قوة. وقال: "ان اتفاقنا في اسمرا مؤتمر القضايا المصيرية العام 1995 كان في حده الادنى ازالة نظام الجبهة الاسلامية القومية وإحلال نظام ديموقراطي، ولن نقبل بأي اتفاقات اقل من ذلك". وأضاف: "ان نظام الخرطوم يريد أن يفرق المعارضة بالمبادرات للحل السلمي حتى يؤدي ذلك الى تشرذمها". وخاطب الجلسة الافتتاحية ايضاً رئيس "التجمع الوطني" رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني الذي أكد ان اجتماع "التجمع" في القاهرة اخيراً، أكد انه "لا يسعى الى السلطة سواء بالاقتسام او المشاركة وانما يهدف الى تحقيق غايات الشعب السوداني واهدافه النبيلة". وطالب بتأكيد الثقة في المبادرة المصرية - الليبية وأكد على ان "التجمع الوطني" هو الوعاء الجامع لكل اهل السودان ولا بد من المحافظة عليه. لكنه لم يتطرق الى اتفاق جيبوتي بين المهدي والبشير. وأكد المهدي التزام حزبه الحل السياسي الشامل استناداً الى مرجعيات "التجمع الوطني". كما طالب بضرورة اعادة التزام المبادرة المشتركة المصرية - الليبية باعتبارها المبادرة الوحيدة التي تعترف ب"التجمع الوطني" وتتطلع لحل سياسي شامل. وكانت الجلسة الافتتاحية تأخرت من منتصف النهار حتى مساء امس بعد حضور الرئيس النيجيري السابق ابراهيم بابنغيدا موفداً خاصاً للرئيس النيجيري اوليسيغون أوباسانغو، وعقده اجتماعاً استمر اكثر من ساعة مع الميرغني. وكشفت مصادر مطلعة ان بابنغيدا حمل رسالة شفوية من البشير الى الميرغني لم يكشف تفاصيلها، لكنه تباحث مع الميرغني في الحل السياسي الشامل للأزمة السودانية في حضور وزير الدولة في وزارة الخارجية الاوغندية.