الجزائر أ ف ب - عبر مئات المتظاهرين ومعظمهم من قريبات "ضحايا الارهاب" في العاصمة الجزائرية أمس الخميس عن غضبهم لبوادر التقارب التي بدأت ترتسم بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة و"الجيش الاسلامي للانقاذ". وهتفت نساء اغتيل آباؤهن أو أبناؤهن أو أزواجهن على يد المجموعات الاسلامية المسلحة "بوتفليقة خاننا" و"بوتفليقة خائن"، انه "يريد التفاوض مع الارهابيين والقتلة ومصاصي الدماء". وهتف رجل مسن كان يحمل صورتي ابنيه "لا تسامح، ولا تصالح مع الارهابيين". وهاجمت عجوز في حال انفعال شديد الرئيس الجزائري الذي قالت انه "يريد احتضان الارهابيين". واضافت بصوتها الغاضب: "من قتل ابني كان جاري وإذا عاد الى بيته سأقتله". وأيدتها امرأة أخرى قائلة: "نعم إذا عاد الارهابيون سنتمرد نحن. نحن لا نريدهم بيننا، وأنا لن أقبل بأن يعود مدني مزراق أمير الجيش الاسلامي للانقاذ للعيش بيننا". وكان في طليعة الشخصيات التي أكدت تأييدها للمتظاهرين، هاشمي الشريف الامين العام للحركة الديموقراطية والاجتماعية الحزب الاتحادي الشيوعي سابقاً ووفد من نواب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية بقيادة عبدالماجد يوسفي. وكان "الجيش الاسلامي للانقاذ"، الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ الذي ينفذ هدنة منذ الأول من تشرين الاول أكتوبر 1997، اعلن الاحد نيته تسليم اسلحته والانصياع لسلطة الدولة. ورد الرئيس بوتفليقة على قرار "الجيش الاسلامي" بإعلان مشروع قانون لم يكشف مضمونه، قال انه سيعرض "في الوقت المناسب" على المجلس الوطني البرلمان مثيراً قلق وغضب عائلات ضحايا الارهاب. وأدى هذا الاعلان الى اثارة تساؤلات على صفحات الصحف الجزائرية حول ما اذا كان بوتفليقة سيعلن عفواً عاماً أم سيكتفي بتعديل قانون الرحمة الذي أصدره سلفه اليمين زروال. ولا يزال الاتفاق بين "الجيش الاسلامي" والجيش طي الكتمان، كما لم يتلق المجلس الوطني بعد مشروع القانون الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية. وكانت نشرة "الرباط" القريبة من الجبهة الاسلامية للانقاذ والصادرة في أوروبا رحبت الاربعاء بمبادرة بوتفليقة التي باركها نحو خمسين من العلماء والمفكرين الاسلاميين داعين المجموعات المسلحة الى ان تحذو حذو الجيش الاسلامي وتسلم اسلحتها. الى ذلك ذكرت الصحف الجزائرية أمس ان ثلاثة اشخاص قتلوا وأصيب رابع بجروح خطيرة الثلثاء والاربعاء الماضيين في اعتداءات نسبت الى اسلاميين مسلحين. وقالت صحيفة "ليبرتيه" ان شابا قتل وأصيب آخر بجروح الاربعاء لدى انفجار عبوة قرب بركة كانا يستحمان فيها في البليدة 50 كلم جنوب العاصمة. واضافت ان شاباً آخر 22 عاما قتل على أيدي مسلحين في قسنطينة 400 كلم شرق العاصمة. واكدت صحيفة "الوطن" مقتل رجل في الستينات من العمر الثلثاء بينما كان يحصد حقله في المرسى في منطقة الشلف 200 كلم الى الغرب. واوضحت ان القوات الامنية قتلت محمد عدى الملقب ب"نوح" وهو أحد أمراء الجماعات المسلحة ويتحدر من منطقة تيارت، واثنين من مرافقيه، ليل الاثنين - الثلثاء في سيدي العاجل. واعلنت "الوطن" ايضاً ان قوات الامن قتلت سبعة من الاسلاميين المسلحين في الايام الاخيرة في خنشلة 500 كلم جنوب شرقي العاصمة بينما ذكرت "ليبرتي" ان عشرة اسلاميين مسلحين آخرين قتلوا في منطقة باتنة 400 كلم شرق وتيارت. وكانت صحيفة "وهران" أكدت الاربعاء ان الجيش الجزائري شن الاثنين الماضي حملة واسعة ضد الاسلاميين المسلحين في منطقة الشلف مستخدماً المروحيات والمدفعية الثقيلة. من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية ان المحكمة الجنائية في البويرة 120 كلم شرق الجزائر اصدرت الاربعاء أحكاماً بالإعدام على 19 شخصاً بينهم 15 غيابياً. واتهم هؤلاء "بالانضمام الى مجموعة ارهابية وتشجيع الاعمال الارهابية ومحاولات تدمير مبان حكومية والمشاركة في أعمال قتل جماعية والقيام بمؤامرات تستهدف امن الدولة".