كان حوالى ألف ناخب يستمعون الى السياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي وهو يفتتح ندوة للمرشح للانتخابات النيابية جمال شهاب في دائرة "الخالدية" ليل الأحد، عندما انطفأت الأنوار وعمّ الظلام. وهمس بعضهم "مؤامرة"... ولم تكن في الأمر مؤامرة، بل هي حرارة الانتخابات وحرارة صيف الكويت اجتمعتا فقطعتا الكهرباء. سجلت الأرصاد الكويتية 48 درجة مئوية بعد ظهر الأحد، وهو رقم قياسي بالنسبة الى أيار مايو، وسجلت معها وزارة الكهرباء 5700 ميغاواط في استهلاك الطاقة الكهربائية، مما يفوق المعدل ب900 ميغاواط على الأقل، بل ان الحد الأقصى المسجل للاستهلاك هو 5800 ميغاواط، فماذا سيحدث للكهرباء في حزيران يونيو وتموز يوليو؟ اختصاصي توقع ان تشهد الكويت حالات انقطاع متكرر للتيار الكهربائي حتى الانتخابات المقررة في 3 تموز. وقال ل"الحياة" ان موجة الحرارة المبكرة التي تعاني منها الكويت وبقاء كثيرين من الناس في البلد لمتابعة الانتخابات عكس السنوات السابقة "سيلقيان بثقل هائل على محطات توليد الكهرباء التي لا تزال قدرتها رغم ترميمها بعد الاحتلال العراقي، هامشية". وتابع ان "350 متراً انتخابياً للمرشحين تعني آلافاً من وحدات التكييف الضخمة التي ستضع اعباء اخرى على الطاقة الكهربائية، وستستخدم عشرات من شركات الأغذية والتجهيز للولائم المزيد من الكهرباء لتبريد المأكولات والمياه". وانقطع التيار الكهربائي عن اجزاء من منطقة الخالدية ليل الأحد، وكذلك عن مناطق عدة في الكويت، وانقطع أمس عن مدينة الجهراء. جيل الشباب وعلى رغم "السخونة" التي تتميز بها عادة محاضرات الدكتور النفيسي، فإن محاضرته لدى المرشح جمال شهاب كانت هادئة، وهو تحدث عن تمنياته للتشكيل الذي ينبغي ان يختاره الناخبون الكويتيون لمجلس الأمة البرلمان، ودعا "المخضرمين" من النواب الى "ان يفسحوا أماكنهم للجيل الشاب الذي لم يرث الكراهية والتعقيدات والمشاكل التي لوثت معظمهم". هل كان النفيسي يتحدث عن المرشح أحمد السعدون الذي يقع منزله على مرمى حجر من مكان المحاضرة؟ السعدون الذي كان حاول دخول المجلس منذ 1967 وأصبح نائباً في خمس دورات برلمانية وكان رئيساً للمجلس للدورات الثلاث الأخيرة، ويسعى الى ترؤس دورة رابعة، لم يكن في منزله ليسمح كلام النفيسي. كان في "الضاحية" يفتتح المقر الانتخابي لحليفه النائب عبدالله النيباري، ومن هناك واصل السعدون خطاباته الناقدة للحكومة، فاعتبر ترتيب الحكومة اصدار قوانين بمراسيم أميرية في غياب مجلس الأمة "خرقاً للدستور ومحاولة لتنقيحه". ورفض تصريحات قطب حكومي تفيد ان الحكومة ستمارس سلطة التشريع والتنفيذ معاً. وقال: "هل عدلوا الدستور الذي ينص على أن السلطة التشريعية يتولاها الأمير ومجلس الأمة؟". وعلى رغم اعتراضه على المراسيم، هنأ نساء الكويت بنيلهن حقوقهن السياسية التي سيحصلن عليها بمرسوم تقره الحكومة الأحد المقبل. النيباري أما النيباري الذي يعد من "المخضرمين" ايضاً، وهو نائب منذ العام 1971، فأكد استمراره في الدفاع عن قضايا المال العام، مشيراً الى مساعي بعضهم في الكويت لاغلاق ملف اختلاسات شركة ناقلات النفط. وفي لحظة انقطاع التيار الكهربائي عن محاضرة النفيسي، كان "الجمعية النسائية الثقافية" الذي يقع في "الخالدية"، ينعم بالتيار الكهربائي ويشهد تجمع مئات من الناشطات في مجال حقوق المرأة، في تظاهرة احتفالية بالقرار الذي اتخذه الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح في السادس عشر من أيار مايو الماضي، وقضى بمنح المرأة حق الترشيح والانتخاب.