صعد المحافظون انتقاداتهم لمؤيدي رئيس بلدية طهران السابق غلامحسين كرباستشي واتهمومهم بالازدواجية في "الخطاب والممارسة" وبالسعي الى اثارة اجواء الفوضى في البلاد وحذروا من عودة مناخ العنف اذا استمر مؤيدو كرباستشي في "اهانة" السلطة القضائية و"تجاهل" القانون. ودعا محافظون مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي الى عدم العفو عن كرباستشي. وفي تطور لافت نشرت صحف طهران امس رسالة كان وجهها كرباستشي الى الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني قبل دخوله السجن، تضمنت اعترافاً صريحاً بأن اندفاعه ورفاقه الى النشاط السياسي خلال السنوات الاخيرة كان "بتعليمات وارشادات" من رفسنجاني. واستخدم رئيس بلدية طهران السابق عبارات تضمنت عتاباً غير مباشر لرفسنجاني وذكّره بأن "كل" ما كان يقوم به على رأس البلدية كان "بتوجيهات" من الرئيس السابق. ومعلوم ان كرباستشي انتخب قبل مدة اميناً عاماً لحزب "كوادر بناء ايران" المعروف بحزب انصار رفسنجاني. وكان هذا الحزب ظهر للوجود اول مرة في بداية 1996 عشية الانتخابات البرلمانية التي تنافس خلالها التيار المحافظ وتحالف انصار رفسنجاني واليسار الراديكالي. واعتبر ظهور "الكوادر" انشقاقاً في صفوف اليمين - قادة رفسنجاني، وكان في واجهته رموز في السلطة منهم كرباستشي ووزير الثقافة الحالي عطاء الله مهاجراني ومحافظ البنك المركزي محسن نوربخشي وشقيق رفسنجاني ومعاونه محمد هاشمي. لكن كان ينظر باستمرار الى كرباستشي على انه العمود الفقري ل"الكوادر" خصوصاً انه لعب دوراً كبيراً في دفع "الكوادر" الى دعم المرشح المستقل للرئاسة محمد خاتمي. ويؤكد مقربون من الرئيس السابق انه قام بالفعل بكل ما في وسعه من وراء الكواليس لكنه اخفق. لكن التصريحات التي ادلى بها كرباستشي وزوجته وابنته قبل ان يقتاد الى سجن "اوين" الخميس الماضي، تضمنت لوماً مبطناً لرفسنجاني، خصوصاً عندما شددو على انها "السياسة والحسابات". وحاولت ابنة رفسنجاني النائبة فائزة هاشمي ان تدافع عن والدها، وقالت "اؤكد ان الرئيس رفسنجاني بذل ما في وسعه". وجاءت رسالة كرباستشي الى رفسنجاني ونشرت في صحف امس لتشير الى ان رئيس بلدية طهران السجين حرص على ان يوضح ثلاث نقاط اساسية: الاولى انه بريء وانه لم يقترف جرم الفساد المالي، والثانية تأكيده ان ما قام به كان تحت اشراف رفسنجاني ذاته، اما النقطة الثالثة والمثيرة، فان كرباستشي اكد ان النشاط السياسي الذي تزامن مع نشاطه في بلدية طهران كان بتعليمات من رفسنجاني.