إتسعت التحركات على الساحة السياسية السودانية وانطلقت في اتجاهات متعددة للتحضير لتسوية سلمية للأزمة السودانية، والتهيئة لها باصلاح علاقات الخرطوم مع دول مجاورة. وتستعد مصر لاستئناف تحركها من أجل معالجة الأزمة في وقت بدأ الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر جهوداً لمعالجة الخلاف السوداني - الاوغندي عشية محادثات السلام بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين بقيادة العقيد جون قرنق في نيروبي الاثنين المقبل. وتزامنت هذه الجهود مع مساع قطرية جديدة لجمع وزيري خارجية السودان واريتريا لتنفيذ اتفاق الدوحة وانهاء القطيعة بين البلدين. وسعى زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي في طرابلس الى ابلاغ أطراف مهمة نتائج لقائه رئيس البرلمان السوداني الدكتور حسن الترابي في جنيف، فيما أكد الترابي أن الحكومة تجري اتصالات مع رموز أخرى في المعارضة الشمالية. راجع ص 4 وتلقت "الحياة" في لندن معلومات أفادت أن مصر تدرس الدعوة الى مؤتمر موسع يضم الحكومة السوانية والمعارضة. وفي هذا الصدد رد مسؤول مصري رفيع المستوى على سؤال ل"الحياة" قائلاً ان القاهرة معنية في شكل أساسي بملف السودان، وانها بانتظار عرض المهدي نتائج لقاء جنيف على فصائل المعارضة في اجتماع يعقد في أسمرا. وأضاف ان فكرة المؤتمر "احد الخيارات". وان "التحرك المصري لن يبدأ قبل ظهور نتائج لقاء أسمرا الذي سينظر في ما حمله المهدي من جنيف ويحدد موقفا نهائيا منه". وزاد: "نتابع التطورات السودانية لأنها ستفرز واقعاً يحتاج الى حسابات جديدة". وأعلن السفير السوداني في القاهرة أحمد عبدالحليم في تصريحات ادلى بها في الخرطوم أن وفداً مصرياً رفيع المستوى سيصل الى العاصمة السودانية خلال أيام "لاجراء محادثات مع الحكومة وحسم قضايا الخلاف كافة". وتحدث عن "نقلة نوعية ستشهدها العلاقات". الى ذلك، يعقد المكتب القيادي ل"المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان اجتماعاً مساء اليوم لتقويم نتائج إجتماع جنيف. وسيعرض الترابي ما توصل اليه مع المهدي أمام الاجتماع الذي وصف بأنه "حاسم". ورشحت معلومات جديدة أمس عن اجتماع المهدي - الترابي أفادت أن الترتيبات المطلوبة لانجاح جهود التسوية تشمل "تعديلات في الدستور وقوانين التوالي وعقد مؤتمر عام للاطراف السودانية بعد قبول هذه التعديلات". وأشارت المعلومات الى ان هذا المؤتمر لن يسمى المؤتمر الدستوري كما تطالب المعارضة لكنه "يعقد في الخارج ويكون مشهوداً دولياً". في طرابلس، إلتقي المهدي مساء إول من أمس الزعيم الليبي معمر القذافي وبحثا في الجهود الليبية لانهاء النزاع السوداني. والتقى المهدي ايضاً الامين العام ل"الجبهة الشعبية" الحاكمة في أسمرا الامين محمد سعيد ووفداً من حركة قرنق يقوده دينغ ألور. وتستعد طرابلس للدعوة الى إجتماع سوداني موسع يأتي في اطار جهود التسوية. وترددت معلومات أفادت أنها عرضت استضافة مقاتلي المعارضة السودانية الذين ينطلقون حاليا من أريتريا في اطار الاستعداد لتسوية سياسية شاملة.