الطيبة اسرائيل - رويترز - يريد عرب اسرائيل الذين يشكلون نحو 20 في المئة من السكان اطاحة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ويعتقد محللون ان لديهم القوة ليحققوا هدفهم. وتشير استطلاعات الرأي الى انهم يفضلون منافسه الاقل تشددا ايهود باراك لاعتقادهم ان حزب العمل يستطيع انعاش عملية السلام مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعج مدن في الجليل بالنشاط قبيل اجراء الجولة الاولى من الانتخابات في 17 من ايار مايو الجاري0 وتزين لافتات ونشرات ملونة الجدران والاسوار واعمدة الكهرباء وتحضر جماهير اجتماعات شعبية يخطب فيها مرشحون. وفي مقهى صغير في قرية الطيبة جلس زبائن يشربون القهوة ويدخنون السجائر ويضجون بالشكوى ويستمعون الى احمد الطيبي، وهوعربي اسرائيلي رشح نفسه للكنيست الاسرائيلية البرلمان. وقال ابو محمد 57 عاما: "لا نريد عودة نتانياهو الى السلطة0 حكومته عنصرية واحوالنا ساءت منذ توليه الحكم". ويشكل عرب اسرئيل او فلسطينيو مناطق ال48، وهي تسمية يفضلها كثيرون منهم، نحو 20 في المئة من اجمالي ستة ملايين نسمة هم عدد سكان اسرائيل واكثر من 15 في المئة من عدد الناخبين اي نحو 500 الف ناخب0 ويملك هؤلاء النصف مليون ناخب عربي المقدرة على ابقاء اي حكومة في الكنيست او اسقاطها، اذ تقليديا لا تتمتع هذه الحكومات الا بغالبية ضئيلة في الكنيست. وقال الطيبي: "الاجماع بين العرب في اسرائيل هذه المرة هو اننا مصممون بقوة على التخلص من نتانياهو 000 لكننا نريد ان نجعل باراك يعرق قبل ان نعطيه اصواتنا 000 يجب اولا ان يلبي مطالبنا". وتقليديا يصوت عرب اسرائيل لصالح حزب العمل الذي وقع اتفاق السلام التاريخي بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 ومنح الفلسطينيين حكما ذاتيا في اجزاء من الضفة والقطاع. ولم يذهب عدد كبير من الفلسطينيين الى صناديق الاقتراع عام 1996 كما ان عددا كبيرا منهم امتنع عن اعادة انتخاب رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز عام 1996 لانه اغلق القطاع والضفة بعد موجة من الهجمات الانتحارية داخل اسرئيل ولمقتل اكثر من 200 شخص في هجوم على قانا في جنوبلبنان عام 1996. وقال المحلل مروان بشارة انه يجب ان يتوجه عدد كبير من الناخبين العرب الى مراكز الاقتراع حتى يكون لهم تأثير في النتيجة0 وقال استاذ العلوم السياسية اسعد غانم ان مسحا تم اخيرا اظهر ان من المتوقع ان ترتفع نسبة الناخبين العرب الذين سيدلون باصواتهم بمقدار 10 في المئة لتصل الى 87 في المئة بالمقارنة مع 76 في المئة عام 1996. واظهر المسح الذي قام به معهد ابحاث السلام في جامعة حيفا الشهر الماضي ان 45 في المئة سيمنحون اصواتهم لباراك و52 في المئة لعزمي بشارة، وهو أول عربي اسرائيلي يرشح نفسه لمنصب رئيس الوزراء. وقال غانم لرويترز: "اعتقد ان ناخبين عربا كثيرين سيدلون باصواتهم في الانتخابات هذه المرة بسبب الاستياء الكاسح من نتانياهو". وقال بشارة بعد اجتماع انتخابي حضره نحو الف مؤيد: "يمكن ان يدرك اي طفل يهودي او عربي ان ترشيحي لن يقلل من فرص باراك او يساعد نتانياهو في الجولة الاولى لانها لن تكون حاسمة". واضاف: "سيكون من الغباء تفويت هذه الفرصة وقبول التهميش. يجب ان نكون جزءا من عملية صنع القرار".