عزز انسحاب كل من زعيم حزب "الوسط" الإسرائيلي اسحق موردخاي ورئيس "الاتحاد الوطني" بني بيغن أمس من السباق على منصب رئيس الوزراء بعد انسحاب المرشح العربي عزمي بشارة منه مساء السبت، فرص حسم الانتخابات لذلك المنصب في الجولة الأولى اليوم لمصلحة أحد المرشحين الرئسيين، زعيم حزب العمل مرشح قائمة "إسرائيل واحدة" ايهود باراك أو رئيس الوزراء زعيم "ليكود" بنيامين نتانياهو. ورغم ان بعض المحللين في إسرائيل يرجح فوز باراك، بقيت تحفظات عن احتمال فوزه بعضها متصل ب"كذب" الناخبين اليهود المتدينين وبعض المهاجرين الروس على العاملين في مجال استطلاعات الرأي، وبعضها باحتمال عودة نسبة معينة من أنصار حزب "الوسط" الذي انسحب مرشحه إلى أحضان "ليكود" الذي كانوا انشقوا عنه. ورأى الدكتور غاي بيخور استاذ القانون وتاريخ الشرق الأوسط في جامعة هرتسيليا الخاصة ان "الانتخابات الآن ليست استفتاء على عملية السلام، فالدولة الفلسطينية وراءنا - أي أن غالبية الناس في إسرائيل تعرف أنها آتية - وإنما هي استفتاء على شخصية نتانياهو وصدقيته". وأضاف ان نتانياهو اثار ليس فقط نفور الأميركيين والعرب والفلسطينيين، وإنما أثار أيضاً نفور نسبة عالية من الإسرائيليين بتحالفه مع اليمينيين المتطرفين والمتدينين المتشددين. كما أنه جعل الوضع الاقتصادي في إسرائيل صعباً". وقال رداً على سؤال ل"الحياة" عن ضيق الفجوة بين توجهات حزبي ليكود والعمل بالنسبة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط ان "عملية السلام قائمة والدولة الفلسطينية يمكن أن يتم الاتفاق عليها في غضون ما بين سنتين وثلاث سنوات ويمكن التفاهم على حدودها". وأضاف: "لا يمين ولا يسار في هذه المسألة، فالكل أقرب إلى الوسط. وباراك صقوري مقارنة بباقي الحمائم في حزب العمل، وهذا ما يقوي فرصته للفوز بمنصب رئيس الوزراء". ورأى الدكتور بيخور ان "عملية السلام مع الفلسطينيين ستكون أسهل وحل قضية القدس سيكون ممكناً لما يسمى اتفاق يوسي بيلين - "أبو مازن" بخصوص أبو ديس. وهذا مقبول لدى باراك وحزب العمل". وقال إن فوز نتانياهو في الانتخابات السابقة كان "شيئاً طيباً لعملية السلام وإمكان قيام دولة فلسطينية، إذ أن اسحق رابين وشمعون بيريز كانوا قد بدأوا عملية السلام مع الفلسطينيين ولكن لم يكن معهم سوى نصف الجمهور الإسرائيلي. ولذلك يمكن القول الآن إن 90 في المئة من الجمهور الإسرائيلي هم من مؤيدي عملية السلام". ورأى ان انسحاب الجيش الإسرائيلي يمكن أن يتم في غضون 3-4 أشهر "وهذا مهم للأمهات الإسرائيليات، وباراك وعد بتنفيذ الانسحاب من الجنوب اللبناني في غضون سنة". وسألت "الحياة" الدكتور أسعد غانم استاذ علم الاجتماع في جامعة حيفا عن احتمال فوز باراك في الجولة الأولى من الانتخابات، فقال إن الأمور "محسومة لمصلحة باراك"، والوضع الآن غير الذي كان سائداً سنة 1996 إذ كانت شعبية نتانياهو متنامية". وعن تأثير أصوات الناخبين العرب في الانتخابات، قال غانم إن العرب سيصوتون بكثافة لالحاق الهزيمة بنتانياهو، خصوصاً بعد انسحاب المرشحين بشارة وموردخاي. آلية الانتخابات الاسرائيلية يخوض الانتخابات البرلمانية الاسرائىلية 31 حزبا لشغل مقاعد الكنيست البرلمان ومجموعها 120 مقعدا. ومن المتوقع ان يفوز اكثر من نصف الاحزاب بمقاعد. التمثيل نسبي اذ يتحتم على اي حزب الفوز بنسبة 5ر1 في المئة من الاصوات، اي نحو 55 الف صوت، لكي يدخل الكنيست. وتجرى الانتخابات من جولة واحدة. يتحدد عدد الاصوات اللازمة لشغل المقعد الواحد بعد ظهور النتائج. وبالنظر الى الانتخابات السابقة يقدر المسؤولون ان يحتاج كل مقعد في الكنيست لما يتراوح بين 25 الف و26 الف صوت. ينتخب رئيس الوزراء بشكل مباشر وفقا لنظام طبق للمرة الاولى في الانتخابات السابقة عام 1996. وفترة بقاء كل من رئيس الوزراء والكنيست في السلطة أربعة اعوام. العدد المبدئي للاصوات المطلوبة للفوز في الجولة الاولى لرئاسة الحكومة هو 1750000 صوت. أدلى الناخبون الاسرائيليون بالخارج المرتبطون بالسلك الديبلوماسي ومجموعهم 3132 اسرائيليا باصواتهم في الرابع من ايار مايو الجاري، اما الجنود في المناطق النائية وبعضهم يخدم في لبنان فبدأوا يصوتون ايضا وفقا لاقتراع غيابي.