أوضح مصدر في الحكومة اليوغوسلافية الاتحادية ل"الحياة" ان هناك ثلاث صيغ خاصة بالوجود الدولي في كوسوفو. أولها المشروع الصربي المدعوم من موسكو، ويرمي الى ان يكون الوجود على شكل شرطة مراقبة بأسلحة دفاعية خفيفة. والثاني مشروع غربي يسعى الى انتشار قوة يهيمن عليها حلف شمال الأطلسي. أما المشروع الثالث فينص على أن تكون القوات الدولية مشتركة، تتوزع وحدات روسية منها ومن دول أخرى، ليست في حرب مع بلغراد، في المناطق الشمالية والغربية في حين تتمركز وحدات الدول الغربية جنوب الاقليم وشرقه. وتوقع المصدر ان تكون الغلبة للمشروع الثالث الذي يمثل الحل الوسط وتحبذه الأممالمتحدة ودول أوروبية. وأشار المصدر الى أن التفويض سيكون من مجلس الأمن "وهو يناسب رغبة بلغراد بالتقليل من هيمنة الأطلسي الذي لا يمكن أن تقبل يوغوسلافيا بأن يتصرف في أراضيها كما يتصرف في البوسنة". ولم يستبعد المصدر أن يؤدي هذا الانتشار الى تقسيم كوسوفو عملياً، وأن يتركز وجود الألبان في مناطق الدول الغربية "وهو ما أراده الغرب من كل تحركاته، ونحن لن نعارضه لأنه الشر الأهون بفصل جزء من الاقليم عن أراضينا وليس كله". لكن المصدر الحكومي استبعد حصول مفاوضات بين يوغوسلافيا والغرب في المراحل الأولى من اعداد الحل "لأن ذلك سيوحي بأن الحلف الأطلسي انهزم" وتوقع ان تبدأ المفاوضات المباشرة بعد صدور قرار مجلس الأمن. وعلى صعيد آخر أعرب المصدر عن اعتقاده بأن بلغراد ستوافق على قدوم الفريق الانساني الذي تحدث عنه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان "شرط ان لا يضم أشخاصاً حكومييين من الدول التي تنفذ العدوان على يوغوسلافيا". ومن جهة أخرى استخف مصدر عسكري يوغوسلافي في تصريحه الى "الحياة" بما قاله قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي ويسلي كلارك عن الانهيار القريب للقوات المسلحة اليوغوسلافية، وقال "اؤكد ان القدرة العسكرية اليوغوسلافية لم تتضرر بأكثر من 15 في المئة بعد 42 يوماً من القصف الجنوني المتواصل". وأضاف "لا يحق لي ولا أريد أن أكشف أموراً عسكرية ولكن أود ان أقول له "لكلارك" ولغيره ان المباني والمطارات التي قصفوها كانت أخليت قبل من كل شيء مهم وغالبية ما احرقوه كان أشجاراً وأشكالاً تمويهية من أخشاب وحديد ومواد بلاستيكية وحجرية". بريماكوف وفي موسكو الحياة، انتقد رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف بشدة "هجوم الكاوبوي" على يوغوسلافيا، قائلاً إن قصف البلقان "لن يؤدي إلى نتيجة ... كما حصل في العراق". واعتبر بريماكوف الغارات على يوغوسلافيا "جريمة" هدفها إلغاء النظام الدولي الذي تكون بعد الحرب العالمية الثانية. وتابع ان الولاياتالمتحدة "لم تفكر حتى بخطوتين سلفاً". وذكر ان ما تقوم به هو "استعراض عضلات لا جدوى منه". وأكد ان الغارات على العراق برهنت أنها لم تحقق أي نتيجة باستثناء "إعادة الأمور إلى الوراء" وتدمير أنظمة الرقابة الدائمة. وشدد بريماكوف على أن استمرار الغارات على يوغوسلافيا سيؤدي إلى تعاظم مشاعر العداء لأميركا ونفوذ القوى الانعزالية داخل روسيا.