رغم تكتم نادي العين وعدم افصاحه عن نيته بشأن استمرار لاعبيه الاجانب الثلاثة المغربي رشيد الداودي والغاني عبيدي بيليه والبوركيني سيدو تراوري من عدمه، بمقدور "الحياة" التأكيد انه سيستغني عن الاول وان الثاني في طريق الرحيل مع امكان بقاء الثالث. وكان العين تعاقد مع الداودي للمشاركة في كأس ابطال اندية آسيا التي حاز ميداليتها البرونزية الاحد الماضي في طهران. اما بيليه الذي يربطه عقد لموسمين فان النية تتجه الى فسخ هذا العقد والاكتفاء بموسم يتيم من منطلق انه لم يؤد المباريات بمستوى واحد تقريباً بسب سنه 35 عاماً. اما تراوري، الذي كان مرشحاً للرحيل قبل البطولة الآسيوية، فقد توج افضل لاعب فيها، الامر الذي دفع العين الى التروي واعادة الحسابات. من جانب آخر، تواصلت التداعيات الكبيرة التي فرضت نفسها على فريق الشارقة بعد هبوطه الى الدرجة الثانية. واحدث الهبوط ازمة مدوية وجرحاً غائراً لن يلتئم بسهولة. اول التداعيات كان تقديم رئيس النادي الشيخ عبدالله آل ثاني استقالته مع استقالة مجلس الادارة الى حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الذي اصدر على الفور امراً بتشكيل لجنة موقتة لتسيير امور النادي الى ان يتم تشكيل مجلس ادارة جديد. ويرأس اللجنة الموقتة الشيخ عصام القاسمي نائب رئيس النادي في التشكيل السابق، وتضم في عضويتها خميس بن سالم الهولي وعلي عمران تريم ورياض عبدالله عيلان وابراهيم صالح. ولا زالت الاجواء عاصفة في الشارقة. فهناك من عبر عن عدم رضاه عن بعض الاشخاص في اللجنة الموقتة، وهناك من ينادي بضرورة عودة الشيخ عبدالله آل ثاني باعتباره رمزاً للنادي... والحبل على الجرار. واستغنت اندية الدرجة الاولى الاماراتية الاثنا عشر من دون استثناء عن مدربيها في موسم واحد بما في ذلك الوحدة بطل الدوري. واللافت ان عدداً من الأندية استبدل مدربيه أكثر من مرة في موسم واحد كرأس الخيمة الذي جرب مدربين ثلاثة ثم هبط. في المقابل غيّر الوحدة مدربين شهيرين هما الهولنديان جو بونفرير ورود كرول وأسند المهمة الى مساعد هولندي مغمور هو تيني ريخس ثم توج بطلاً لأول مرة في تاريخه. واستهلك دوري الإمارات خلال الموسم 15 مدرباً وهو معدل يبدو غير مسبوق في أي دوري آخر في العالم! ولأن الأمر وصل الى حد الظاهرة المخيفة فان المهتمين والمسؤولين ابدوا قلقاً متصاعداً... ف "التفنيشات" في عالم كرة القدم واردة لكن ليس على هذا النحو المتواتر. وبدأ المراقبون في تشريح الظاهرة من أجل معرفة الأسباب التي أدت الى هذه النتائج، وهناك من ربط ذلك بالنقلة الجديدة التي أحدثها عودة اللاعبين المحترفين "الأجانب" الى الدوري بعد انقطاع دام أكثر من 16 سنة. وهناك من أرجع ذلك الى نظام الدوري الطويل الذي أقيم لأول مرة من ثلاثة أدوار... وذهب فريق ثالث الى القول إن الأمر لا يزيد عن كونه "محاكاة"، فالأندية العربية عامة والخليجية خاصة تهوى تقليد بعضها ! ومجرد أن يأتي التغيير ببعض النتائج الايجابية تهب رياحه على الجميع! أول ضحية في دوري الإمارات كان مدرباً برازيلياً اسمه جوبير وتم الاستغناء عن خدماته بعد المباراة الرابعة لفريق رأس الخيمة في الدوري. وآخر الضحايا ليس مدرباً واحداً بل مدربين، وللمصادفة حدث ذلك في يوم واحد... فأعلن الشارقة مساء الاحد عن إقالة مدربه البلجيكي هنري ديبيرو في أعقاب الهبوط، وأعلن نادي الجزيرة عن اعفاء مدربه الهولندي اسرائيل رينوس! أسرع إقالة كانت للهولندي رود كرول الذي انتقل من الزمالك القاهري الى الوحدة الإماراتي، وبعد اسبوعين اعلن الوحدة فك الارتباط معه خوفاً من سمعته بانه "أستاذ في ضياع البطولات وفقدان الألقاب". وكان الوحدة متقدماً باثنتي عشرة نقطة ثم مني بهزيمتين متتاليتين مع كرول، فكان الرحيل السريع! وتولى مدربان من أبناء الإمارات المهمة بعد الاستبدال، حيث حل عبدالله صقر محل البولندي طوني بيتشنيك في تدريب الشباب وحل خليفة سليمان محل البرازيلي غارسيا في تدريب بني ياس خلال احتدام معركة الهبوط، ونجح خليفة ونجا بفريقه وبقي في الدرجة الأولى على حساب الشارقة العريق.