راهنوا على انه لن يكون اكثر من ستار يخفي خلفه البطل الحقيقي، او مجرد حصان اسود تنحصر مهمته في زيادة درجة اثارة السباق وسخونته ولكنه ابداً لا يفوز... وللحق، صدق ذلك كثيرون ، فالسوابق كلها كانت تشيرالى ان النهاية لن تتغير... لكن "العنابي" الاماراتي فعلها هذه المرة... وتوج. اخيراً، تذوق الوحدة طعم البطولات الكروية الكبرى، ومن حسن طالعه ان بطولة الدوري الاماراتي كانت هذه المرة كبيرة بالفعل، لم يشهد لها المتابعون مثيلا منذ سنوات بعيدة، وهي مميزة عن سابقاتها،لانها اطول مسابقة شهدتها ملاعب الامارات - ثلاثة ادوار - واول بطولة تشهد عودة اللاعبين الاجانب بعد غياب دام اكثر من 16 عاماً، والاهم والاحلى انها آخر بطولات القرن! اذكر المرة الاولى التي دخلت فيها نادي الوحدة للقاء رئيسه الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، وكان ذلك منذ اكثر منذ خمس سنوات، فادهشتني امكانات النادي ومنشأته، فسألته: "مع كل هذه المنشآت...اين البطولات"؟. واذكر ايضاً تعبيرات ارتسمت على وجهه من دون ان ادري، حتى الآن، هل اغضبته ملاحظتي ام لا؟ المهم انه تحدث حينها عن المستقبل والناشئين وفريق السلة... واعترف انني اخذت كلامه على انه مجرد كلام و"بس"! لكنني ايقنت هذا الموسم فقط، مع العروض الرائعة التي قدمها الفريق الوحداوي والتي اهلته لافتراس الكبير قبل الصغير من منافسيه، ايقنت ان كلام الشيخ سعيد لم يكن مجرد كلام والسلام ...فالطريقة التي فاز بها بدرع البطولة اكدت ان ما حدث ما هو الا ثمرة تخطيط، ولم يحدث في تاريخ الكرة الاماراتية ان تم الاجماع على احقية البطل بانجازه كما حدث هذا الموسم... الوحدة كان البطل من البداية الى النهاية. وداخل النادي يصفون الشيخ سعيد بانه صانع الانجاز، ليس من باب المجاملة، ولكن لانه نادراً ما تغيب عن مران، وهو يتابع اللاعبين بنفسه ويقف على كل الامور التي تخص الفريق ولا يتدخل الا اذا اقتضت الحاجة... انه اليوم اسعد الوحداويين بدرعهم. والفوز العنابي مر بلحظات عصيبة، وتعاقب على الفريق ثلاثة مدربين، جميعهم هولنديون... وبعد بداية فاشلة مع اللاعبين الاجانب، كان مشهد النهاية سعيداً، فالمهاجم السنغالي البوري لاه الذي هاجمته الصحافة مبكراً واسمته "البوري لا" عادت وهتفت له "البوري آه" وهي تراه ينتزع لقب هداف الدوري... والمقلب الذي شربه الوحداويون في الزامبي الشهير كالوشا بواليا -قبض كل مستحقاته ولم يلعب بعدما تبين انه مصاب- عوضوه بالماكينة السيراليونية كونتي، واكتمل المشهد بدخول ما يقرب من 15 لاعباً وحداويا" من بوابة المنتخبات الاماراتية، وهي البوابة التي كانت تحمل لهم، منذ سنوات قليلة، لافتة "ممنوع الدخول"! ومعروف عن الشيخ سعيد انه قليل الكلام ومع ذلك فان محاورته الآن واجبة، ليس من اجل التهنئة فحسب، وانما لكشف كثيرمن الامور التي كانت مثار حديث الشارع الاماراتي طوال الموسم... وهنا الحوار: ماذا يعني لكم الفوز بأول بطولة في تاريخكم، واطول مسابقة عرفتها كرة الامارات؟ - يعني الكثير... يعني ان التخطيط لا بد وان يأتي بالنتائج، وان المسألة ليست مجرد تنظير، والفوز بدرع الدوري لاول مرة وبلوغ القمة يعني لنا ايضا ضرورة الحفاظ على ما انجزنا، والفريق يضم لاعبين صغارالسن، امامهم سنوات عديدة سيكونون فيها قادرين على العطاء... ويعنى الفوز باطول موسم، وحسمه قبل موعده يعني انه جاء عن استحقاق. اربعة اضلاع كيف توزعون ادوار البطولة على اصحاب الانجاز؟ - اربعة اضلاع هي التي شكلت المربع الناجح، ضلع للادارة، وثان للجهاز الفني، وثالث للاعبين، ورابع للجماهير... ولا يمكن ان نوزع ادوار البطولة تحديداً لان الانجاز كان جماعياً امتزج فيه جهد الجميع. في مواسم كثيرة اقتربتم جداً من الدرع، لكنها في كل مرة كانت تبتعد في اللحظة الاخيرة... هل وثقتم فيها هذه المرة؟ - نعم... كنا كما تقول نقترب منها كثيراً في السنوات الاخيرة ولا نطولها، لكن هذه المرة هي التي اقتربت منا! لماذا؟ - لاننا هذه المرة نستحقها بالفعل.... في صفوف الفريق سبعة من لاعبي المنتخب الاوليمبي وهذا يبرز صغر اعمار لاعبي الفريق الذين هم في قمة عطائهم، اضف الى ذلك اكتمال خبرة اللاعبين وحرصهم كذلك على الا يقل فارق النقاط بينهم وبين من يليهم عن خمس او ست نقاط، وكان الشعور بالخطر يجتاحهم اذا ضاق الفارق الى نقطتين فتبدأ الانطلاقة من جديد لزيادته، هو الامر الذي استمر على مدار الموسم الطويل. بونفرير وكرول تدخلت ادارة الوحدة اكثر من مرة هذا الموسم في شؤون الفريق متخذة قرارات في غاية الجرأة والخطورة... فوافقت على رحيل بونفرير في وقت حرج، ثم تعاقدت مع كرول -المطرود من الزمالك - وبعد اقل من 40 يوماً اقالته، وعينت مساعده ريخس مكانه في وقت اكثر حرجاً... الم يحن الوقت لكشف ملابسات هذه القرارات المتعاقبة؟ - بصراحة... فوجئنا بمفاوضات وتعاقد بونفرير مع الاشقاء القطريين خلال مسيرة الفريق في الدور الثاني، وكان لابد من مواجهة الموقف باسرع ما يمكن حفاظاً على صدارة البطولة، وكان بامكاننا التمسك بالمدرب لان هناك بيننا وبينه عقد يلزمه البقاء معنا حتى نهاية الموسم، لكن ثقتنا في لاعبينا كانت اكبر... فوافقنا على رحيله خاصة بعد تدخل الاشقاء من الاتحاد القطري بطلب الموافقة على انتقال بونفرير لتدريب منتخبهم... كان الوقت ضيقاً جداً ففكرنا في مدرب من نفس المدرسة الهولندية وهو كرول وكان ما زال موجوداً في القاهرة، فتفاوضنا وتعاقدنا معه... لكن عندما وجدنا ان اسلوب كرول المختلف عن اسلوب بونفرير بدأ يعطي اثراً عكسياً وبدأت النقاط تتساقط والفارق مع الوصيف يضيق من تسع الى اثنتين فقط، اتخذ مجلس الادارة قراره بعد مناقشة المدرب ومشاورة اللاعبين، وكان قراراً حاسماً وجريئا اثبتت الايام صحته وعاد الفارق مرة اخرى الى تسع نقاط. فوزكم ببطولة الدوري في اول موسم يشهد عودة اللاعبين الاجانب، جعل البعض يربط بين الامرين الى درجة الاشتراط... ما تعليقكم؟ - اللاعبون الاجانب عادوا الى دوري الامارات، ولم يعودوا الى نادي الوحدة وحده! ما تأثيرهم على الوحدة وعلى البطولة وكرة الامارات؟ - لا شك ان عودتهم اثرت الكرة الاماراتية وافادتها بشكل كبير، وكان لهم تأثيرهم الواضح على مستوى البطولة التي شهدت منافسة شديدة بين اللاعبين المواطنين من ناحية والاجانب من ناحية اخرى، وهذه المنافسة ادت الى زيادة الحماس ورفع المستوى العام... ولكن ما يسعدني هو ان ارى لاعبين اماراتيين مرشحين جنباً الى جنب مع المحترفين الاجانب لنيل جائزة افضل لاعب، ومنهم فهد مسعود مدافع الوحدة... واعتقد ان وجود الاجانب هذا الموسم جعل دوري الامارات يدخل ضمن اقوى البطولات العربية واتصور ان المستوى سيتطور اكثر خلال السنوات المقبلة. ما مصير الجهاز الفني؟... وكذلك البوري وكونتي؟ - كونتي مرتبط معنا بعقد مدته 3 سنوات... اما القرار بشأن البوري والجهاز الفني فسيتم اتخاذه بعد التقويم عقب بطولة الكأس. بعد تجربة اولى لدوري الادوار الثلاثة... ما تقويمكم لها؟ - نحن مع اي قرار يتخذه اتحاد الكرة يخدم مستقبل الكرة الاماراتية ويحقق مبدأ تكافؤ الفرص، وبالتالي فان دوري الادوار الثلاثة جيد اذا ما شاركت الفرق بلاعبيها الدوليين، اما اذا كان العكس هو الذي سيحدث، فان هذا النظام سيضر بالاندية التي تخدم المنتخب، وعلى الاتحاد ان يراعي عند وضع برنامج المسابقات قائمة مشاركات المنتخبات الوطنية والاندية التي ستمثل الدولة خارجياً، حتى لا يتسبب في الاضرار باللاعبين وانديتهم. ما رأيكم في الدعوة لزيادة اجانب كل فريق الى ثلاثة بدلاً من اثنين؟ - وجود لاعب اجنبي ثالث ضرورة تفرضها ظروف المباريات، وايضاً حتى لا يشعر اللاعبان الاساسيان انهما ورقة ضغط على ناديهما. انجازكم الغالي هل ستصاحبه مكافآت اعلى؟ - لن تكون هناك مبالغة في التكريم، فهناك لائحة سيتم تطبيقها على اللاعبين وجهازهم الفني... وعموماً النادي لا يتأخر ابداً عن توفير الدعم للاعبيه المخلصين. مقتطفات وحداوية التأسيس تأسس نادي الوحدة عام 1984 عندما دمج ناديا الاماراتوابوظبي سابقا بقرار من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي الذي اصبح الرئيس الفخري للنادي. الادارة الحالية يرأس الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان نادي الوحدة منذ عام 1990، ويشغل الشيخ طحنون بن سعيد آل نهيان منصب نائب الرئيس ويتكون مجلس الادارة من الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيساً وسلطان العتيبة نائباً للرئيس وعلي المزروعي اميناً للسر وحسن عتيق اميناً مساعداً للسر وسالم الزعابي مديراً للشؤون المالية وجاسم الزعابي مشرفاً عاماً على مدرسة الكرة وعضوية كل من سهيل المزروعي وخالد عوض وعبدالله فرحان وعبدالله جعفر. فريق الحلم الاماراتي؟ اذا سألت في الامارات : "من هو الفريق الحلم... أو دريم تيم"؟ فستسمع الاجابة الفورية :"سلة الوحدة"...وليس الفريق الاميركي الشهير!... فسلة الوحدة هي باختصار سلة الامارات... ومنذ ايام قليلة توج فريق الوحدة بطلاً للدوري للسنة الثامنة على التوالي بقيادة المدرب المواطن عبدالحميد ابراهيم، ويضم الفريق نخبة اللاعبين الاماراتيين ومنهم حمدان سعيد الفائز بلقب افضل لاعب عربي. اهتمام خاص بالناشئين من النادر ان يكون هناك نادٍ يهتم بالناشئين كما يهتم الوحدة، وفي كل عام ينظم دورة دولية يدعو لها اكبر اندية ومنتخبات العالم... وتجري حالياً على ملاعب النادي دورته الدولية السابعة، والفوز الباهر بدوري الكبار ليس الا ثمرة هذا الاهتمام. افضل المدربين تعاقب على فريق الوحدة الاول لكرة القدم مجموعة من كبار المدربين منهم الايراني مهاجراني والتونسي عبدالمجيد شتالي والبولندي بيتشنيك والمصري محمود الجوهري والبرازيليون بينيرو وغارسيا واماريلدو.