اتجهت الأنظار الى بون التي تستضيف غداً الخميس اجتماعاً لوزراء خارجية الدول الصناعية السبع وروسيا للبحث عن مخرج للأزمة في كوسوفو، فيما بدأت ملامح حل ممكن ترتسم في موافقة موسكو رسمياً، أمس، على انتشار أمني دولي في الاقليم تحت راية الأممالمتحدة، ما يعني أن النظام اليوغوسلافي سيصبح معزولاً إذا واصل تشدده. راجع ص7 ولمحت واشنطن في الوقت نفسه الى استعدادها لإبداء بعض الليونة تجاه الشروط التي حددتها للتوصل الى حل. وكان ملفتاً في هذا السياق قول كلينتون إن الغرب لا يسعى إلى نصر شامل، وكلامه عن وقف موقت للغارات إذا وفت بلغراد بشروط أساسية. وجاءت تلك التطورات في وقت دخلت زيارة المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين لواشنطن ونيويورك يومها الثاني. وغداة محادثاته مع الرئيس بيل كلينتون، التقى تشيرنوميردين امس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان للبحث في الافكار المطروحة للحل السياسي تتضمن تشكيلة القوة التي يؤمل بنشرها في كوسوفو في ظل تفويض دولي. وجاء ذلك في وقت عزز كلينتون الموقف التفاوضي الروسي مع بلغراد بإشارته الى دور الأممالمتحدة في المصادقة على الانتشار في كوسوفو، فيما انتزع الكونغرس ورقة الخيارات العسكرية من يد الادارة الاميركية بعد رفض مجلسيه النواب قبل أيام والشيوخ أمس تفويض الرئيس استخدام "كل القوة اللازمة" في الحرب الدائرة في البلقان، ما يفرض على الاخير العودة الى المشرعين اذا قرر التدخل البري في كوسوفو. وترافق ذلك مع أنباء من شأنها تقليص التأييد الشعبي الاميركي للمقاتلين الالبان في كوسوفو، بعدما نقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن مصادر في الاستخبارات الاميركية، ان "اعضاء في جيش تحرير كوسوفو تدربوا في المعسكرات التي يديرها الاسلامي اسامة بن لادن". وأضافت الصحيفة ان ثمة وثائق استخباراتية تدل إلى ان "ابن لادن موّل هذا التنظيم" الذي درّبت عناصر تابعة له "في معسكرات في افغانستان والبوسنة والهرسك".