دفع نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراشكوفيتش ثمن اعتداله وجنوحه الى التسوية اذ اقدم الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على اقالته، مغلقاً الباب امام اي تسوية تتم عبر رعاية الأممالمتحدة لانتشار دولي في كوسوفو، مؤكداً ان ما اعلنه دراشكوفيتش في هذا الشأن لا يعبر عن رأي الحكومة اليوغوسلافية. راجع ص7 في غضون ذلك، برز موقف للرئيس الفرنسي جاك شيراك يعارض فيه التدخل البري في كوسوفو على اساس ان ذلك يؤدي الى تدخل الروس الى جانب الصرب فيأخذ النزاع حينها "بعداً جديداً". وشهدت موسكو حركة ديبلوماسية مكثفة عشية وصول الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اليها لاجراء مشاورات في حضور وزيري الخارجية الكندي واليوناني والمبعوث الروسي الخاص الى البلقان فيكتور تشيرنوميردين الذي افيد انه سيتوجه الى بلغراد في ختام محادثاته اليوم. وبدا نائب وزير الخارجية الاميركي ستروب تالبوت متشائماً، امس، حيال التوصل الى تسوية قريبة في البلقان، معتبراً في برلين التي وصلها قادماً من موسكو ان "بلغراد لم تعط مؤشراً الى استعدادها لقبول شروط المجموعة الدولية" بالنسبة الى الحل في كوسوفو. وفي الوقت نفسه، اعتبرت ادارة الرئيس بيل كلينتون ان عزل دراشكوفيتش "مؤشر الى ان ميلوشيفيتش بات معزولاً حتى داخل نظامه، لذا فإن عليه القبول بالشروط الدولية". من جهة اخرى، تحركت مبادرات عربية وآسيوية بشأن البلقان في الأممالمتحدة. وكان اهمها المبادرة البحرينية - الماليزية المشتركة لاصدار قرار في مجلس الأمن بشأن مساعدة لاجئي كوسوفو وتأكيد حقهم في العودة الى ديارهم. وتزامن ذلك مع مبادرة ليبية جاءت تجاوباً مع طلب القيادة اليوغوسلافية "تتعهد بموجبها بلغراد اعادة اللاجئين شرط احتفاظها بسيادتها ومن دون التطرق الى قوة حماية دولية في كوسوفو".