أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً او اجتماعياً أو فنياً هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم وأمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ اين يتشبهون، وأين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ هذا ما نحاول تلمسه مع محمد ابن المطرب المصري المشهور محمد الحلو. من مواليد 2 آب اغسطس 1981، يدرس حاليا في الفرقة الاولى في المعهد العالي للموسيقى العربية، وبهذا يكون المثل العامي "ابن الوز عوام" تحقق، لأن الابن سيكون مطرباً مثل والده. ما هوايتك؟ - طبعاً الغناء، ليس لوجود أبي في ساحة الغناء. وقد انطلقت من مجال التلحين عندما كنت اقوم بمذاكرة دروس الانكليزية عن طريق تلحينها على البيانو لكي أحفظها بسهولة، وأثناء اجتياح الكويت قمت بتأليف وتلحين أغنية عن المناسبة سمعها الفنان الكويتي عبدالله الروشيد عندما كان يزورنا فأعجبته. وعلى رغم ان ابي هو الذي يدربني ويرعاني فنياً إلا ان امي السيدة إيناس السعودي هي من أكتشفت موهبتي قبل عشر سنوات عندما كنت أغني اغنية ابي "ولا كنت يوم انكسر". وعلى رغم ما للغناء والتلحين من رقة إلا أنني مارست منذ وقت قريب رياضة الكونغ فو العنيفة وأجدت فيها، حتى اخترت ضمن منتخب مصر وحققنا المركز الخامس عالمياً. هل شهرة والدك كانت سبباً في دخولك منتخب الكونغ فو؟ - لم استعن بشهرة والدي في دخول المنتخب لأنني كنت ومازلت اعتمد على نفسي، وأفوز في المباريات بجدارة ضد منافسين اقوياء ومن دون اي مجاملات من الحكام الذين كانوا يتعاملون مع كل اللاعبين بحياد تام، ولكن، لا أنفي انني استفدت من شهرة والدي في إحدى المباريات التي لا أنساها فهي محفورة في ذاكرتي، عندما اشتركت في إحدى البطولات وكنت متخوفاً جداً وأشعر بقلق شديد نتيجة توقفي عن التدريب قبلها بسنتين، مما أثر بالسلب على مستواي. وشعر أبي بذلك فوقف بجانبي وقال لي: "أنا سأحضر معك البطولة وسأكون جمهورك". وبالفعل صدق وكان لي جمهور متكامل حيث شجعني معه الحاضرون، مما كان له في نفسي مفعول السحر وفزت في المباراة، وهرولت نحوه وأرتميت في حضنه، ومازلت حتى الآن احتفظ بهذا الشريط. ماذا عن المواقف الطريفة التي شارك فيها والدك؟ - أبي "مغرم" بشواء اللحم في رمضان. وذات يوم طلبت منه بإلحاح ان أقوم أنا بذلك فوافق وترك لي اللحم والفحم، وذهب ليأخذ غفوة حتى أذان المغرب وطالبني بأن اسرع لأنه جائع، وفي هذا اليوم أفطرنا الساعة التاسعة مساءً اي بعد الافطار بثلاث ساعات، لأن اللحم احترق ولم تشأ امي ان توقظه قبل ان تجهز طعاماً آخر، ولم يغضب ابي فنحن في المنزل مثل الأصدقاء، يعاملني بحنان وهدوء شديدين. كيف تكون حياة والدك اثناء التجهيز لألبوماته؟ - قلق كبير عند إصدار أي ألبوم جديد، أو قبل الحفلات التي يشارك فيها، فلا ينام ليلتها إطلاقاً ويجول المنزل ذهاباً وآياباً من شدة التوتر، وأنا أساهم في تقليل هذا التوتر بالمرح معه للتخفيف عنه، او في الذهاب لمراكز توزيع الشريط كي أقف على مدى إقبال الجمهور وبعدها ابلغ ابي بالنتائج اولاً بأول وعندها فقط يستريح ويهدأ. وذات مرة لم يحظ شريط له بالإقبال الذي كان يتوقعه فأصابه حزن شديد توقف على أثره عن الغناء لمدة طويلة لأنه كان يخشى مواجهة الجمهور. ما رأيك في والدك المطرب محمد الحلو؟ - هو طبعاً معروف انه "مدرسة"، لكن مشكلته انه مظلوم كثيراً، فأنا أرى أنه يستحق أكثر من شهرته بكثير الى جانب أنه يتأثر بأي مشروع فني أنجزه ويصاب بعده بحال كسل مما يتسبب في سحب البساط من تحت قدميه. وماذا عن طموحاتك أنت؟ - أتمنى ان أنهي دراستي الاكاديمية بتفوق حتى أكون متسلحاً بالعلم والموهبة، وأتمنى أن ينجح مشروعي في تحضير شريطي الاول الذي يعاونني فيه صلاح الشرنوبي الذي يتبناني فنياً. كما اهدف الى العالمية، على أن يكون لوني مثل والدي: الخط الرومانسي المطعم بالنغم التركي والاسباني القريب من العربي، وعلى رغم أن تجهيز الألبوم الأول لي لا يعوقه شيء، لأن والدي يقف بجواري، الا ان اختياري لاسم فني هو المشكلة، فإما يكون "محمد محمد الحلو" ومشكلته في طوله بدرجة كبيرة او يكون "محمد الحلو" وهنا أقع في مشكلة ان يختلط الأمر على الجمهور بيني وبين أبي، وياليتهم يعتقدون ذلك!.