اهذا هو لبنان الذي عاش خمس عشرة سنة مجنونة؟ سؤال راودني وانا اتابع احتفالات شعب برمته وبمختلف طوائفه بمناسبة فوز فريق الحكمة ببطولة الاندية الآسيوية العاشرة لكرة السلة. لبنان المجنون هذا كان رائعاً، وهو ينصهر في بوتقة المحبة والفخر، ويلتف حول الحكمة الذي جاء فوزه باللقب الآسيوي حكمة وموعظة، لكل اولئك المشككين في دور الرياضة كوسيلة تربوية حضارية، وكفلسفة في منتهى البساطة يستوعبها الطفل والأمي بمثل ما يستوعبها الراشد العاقل المثقف المتعلم الحكيم. وكانت "ضربة معلم" من الرئيس اللبناني اميل لحود الذي حرص على التوجه من المطار لدى عودته من الاردن، الى قاعة غزير مباشرة ليشارك بعفوية في احتفالات النصر المؤزر وليؤكد ان لبنان عاد قوياً موحداً بكل معنى الكلمة. هنا، استميح "الحياة" اولاً واخي محمد حمادة ثانياً لاعرج على شأن اعلامي صرف فأشيد بدور محطة LBC التلفزيونية التي احسنت اختيار طوني بارود للتعليق على مباريات البطولة، فقد اثبت انه نجم في التعليق الفني مثلما هو نجم في ملاعب كرة السلة. لقد ساهم بارود في تثقيف المشاهدين وشرح ادوار اللاعبين، واذا كان يتغنى بتصويبة ناجحة فانه كان يبدي انبهاره بالتمريرة المساعدة الحاسمة اكثر ويظهر اعجابه بمنع تسديدة... باختصار كان بارود يوظف خبراته لشرح ما يتم داخل الملعب للجمهور بسلاسة ونجح بالتأكيد في جذب عشاق جدد لهذه اللعبة الجميلة. اخشى ان اواصل افتتاني، واعرج على الاخراج الرائع فأتهم بأن لي علاقة ما بهذه المحطة التلفزيونية التي ضربت مثلاً يحتذى لكثير من المحطات التلفزيونية التي تختار "مهرجين" يشنفون آذاننا بصراخهم ويدفعون بنا اما الى البحث عن محطة اخرى او على الاقل باخفاض الصوت والاكتفاء بمجرد الفرجة الصامتة. دعوني اعود الى السؤال المبتدأ حول لبنان المجنون، فأتساءل: السنا امة عربية مجنونة؟ الا توجد مناسبة رياضية تعيد توحيدنا وتصهرنا مجدداً في بوتقة المحبة؟