شدد العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس اللبناني أميل لحود في بيان مشترك صدر اثر اجتماعهما في عمان امس على "أهمية تفعيل التنسيق العربي واعطائه بعداً يتناسب والمرحلة المقبلة" وعلى "ضرورة استئناف مفاوضات السلام على المسارين السوري واللبناني، وفق مرجعية مؤتمر مدريد، من النقطة التي وصلت اليها". وجدد مسؤولون اردنيون تحذيرهم من "فخ تسابق المسارات"، في حين تواصلت الاجراءات الميدانية في مدينة جزين الجنوبية امس لانسحاب "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لاسرائيل منها قريباً، فأخلى عناصره مزيداً من المواقع راجع ص4. وكان لحود زار عمان صباح امس وعاد الى بيروت بعد محادثات مع الملك عبدالله. وأعلن الجانبان في البيان المشترك تأكيدهما ضرورة السلام العادل والشامل الذي يضمن الانسحاب الاسرائىلي الكامل من الجنوب اللبناني والبقاع الغربي والجولان، في معرض تأكيدهما على استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني. ولفت البيان الصادر عن القمة الى "ضمان حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في اقامة دولته المستقلة". ونقل عن الملك عبدالله، في معرض اطلاعه لحود على نتائج جولته الاوروبية - الاميركية، تأكيده "مركزية القضية الفلسطينية وفتح صفحة جديدة في منطقة الشرق الاوسط". وكان مسؤولون اردنيون حذّروا من خطورة الوقوع في فخ "تسابق المسارات" من خلال "التركيز على المسارين السوري واللبناني وتهميش المسار الفلسطيني". ولم يتطرق البيان الى قمة عربية خماسية أو موسعة، لكنه اشار الى بحث "قضايا التنسيق الثنائي والعربي في اطار الجهود المبذولة لاعادة اللحمة الى الصف العربي، وتفعيل العمل المشترك واحياء التضامن العربي وفق مستويات جديدة تحقق وحدة الكلمة والموقف في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة". وكان الملك عبدالله في مقدم مستقبلي لحود الذي كان اول رئيس لبناني يزور عمان منذ العام 1987. واصطحبه في زيارة لمشاهدة تمرين عسكري نفذته احد تشكيلات "العمليات الخاصة" في الجيش الاردني. وتعكس زيارة الرئيس اللبناني التي استمرت ست ساعات تحسّناً مضطرداً في العلاقات الاردنية - السورية التي فتحت صفحة جديدة منذ القمة الأردنية - السورية الشهر الماضي. وفيما يؤكد المسؤولون الاردنيون انهم "لن يغيبوا عن أي لقاء عربي" لتسريع عملية السلام فانهم في الوقت نفسه يحذرون من فشل اللقاءات في حال غياب "التحضير الكافي لضمان نجاحها". على صعيد التحضيرات الميدانية لانسحاب "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة اللواء انطوان لحد، من جزين، أجلت قيادته عدداً من العناصر في اتجاه عمق الشريط الحدودي المحتل، الى ثكنة مرجعيون، والى تلال بلدة كفرحونة القريبة المتوقع ان يتم الانسحاب اليها. وأمهلت عناصر اخرى من المتزوجين بضعة أيام لترتيب أوضاع عائلاتهم واختيار البقاء في المدينة أو مغادرتها. وعبر الى المدينة عدد من الشخصيات والوجهاء لطمأنة الأهالي، الى ان الانسحاب لن يتسبب في أي اخلال بالأمن من أي فريق مسلح، وان الدولة ستكون مسؤولة عن جزين بعد انكفاء ادوات الاحتلال. وكرّر رئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية الدكتور سليم الحص رداً على سؤال ل"الحياة" عن إمكان حصول أحداث أمنية أو تعرّض للمدنيين بعد الانسحاب الاسرائىلي من جزين، ان "لا داعي للخوف ابداً، وليس هناك أي فريق معني تفيد اجواؤه ان هذا ممكن ان يحصل، وعلى كل حال نجري اتصالات". وأكد ان "الجو موات لضمان حماية الأهالي وهناك تمسّك بالوحدة الوطنية في كل البلاد، والأفرقاء المعنيون هم ضمن هذا الجو، وإمكان حصول وجود مسلح في جزين لأفرقاء معنيين أمر مبالغ فيه". وعن إمكان افتعال اسرائىل حوادث عبر أجهزة الاستخبارات التابعة لها بعد الانسحاب، والحديث عن ادخال الجيش للحؤول دون ذلك، قالت مصادر حكومية ان "دخول الجيش لن يمنع اسرائيل من افتعال شيء. الأهم هو التماسك الداخلي وعدم استعداد أي فريق لبناني للإنجرار". وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان الحكومة لن ترسل الجيش الى جزين لأسباب عدة وستكتفي بتعزيز قوى الأمن الداخلي. ونقل مصدر مأذون له في "حزب الله" عن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قوله ان "جزين ينطبق عليها ما ينطبق على سائر البلدات اللبنانية، والمقاومة الاسلامية تقاتل دفاعاً عن كل الأراضي اللبنانية". وأضاف ان "لا داعي لدخول المقاومة جزين".