} غادر القس الاميركي جيسي جاكسون بلغراد بصحبة الجنود الاميركيين الثلاثة الذين قرر الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش اطلاقهم. وحمل جاكسون معه رسالة من ميلوشيفيتش الى الرئيس الاميركي بيل كلينتون تضمنت اقتراحات لتسوية الأزمة. وعلمت "الحياة" ان من أبرز نقاطها دعوة ميلوشيفيتش كلينتون الى لقاء بينهما. لكن الرئيس الاميركي أبلغ جاكسون في اتصال هاتفي ان الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا ستستمر. تضمنت الرسالة التي بعث بها الرئيس اليوغوسلافي الى كلينتون عرضاً بعقد اجتماع بينهما من أجل ايجاد تسوية مقبولة من كل الأطراف لمشكلة اقليم كوسوفو. وحمل الرسالة القس الاميركي جيسي جاكسون الذي رأس وفداً من مختلف الطوائف الدينية الاميركية وأفلح في اقناع ميلوشيفيتش بالإفراج عن الجنود الثلاثة الذين اعتقلهم الصرب في المنطقة الحدودية مع مقدونيا في 31 آذار مارس الماضي. وأبلغت "الحياة" مصادر مطلعة في بلغراد ان الرسالة تضمنت أربع نقاط رئيسية هي: "وقف اعمال العنف كافة وعودة النازحين الى ديارهم في كوسوفو وتشكيل قوة سلام من مراقبين يحملون اسلحة شخصية خفيفة ويمكن ان يكونوا من دول غربية واستئناف الحوار من أجل التوصل الى حل في كوسوفو يرضي كل الأطراف". ويعتبر ميلوشيفيتش ان هذه الاقتراحات لا تتناقض مع المطالب الاميركية المعلنة لجهة "الانسحاب الصربي من كوسوفو وعودة كل اللاجئين الى ديارهم في الأقليم ووجود قوة دولية مسلحة تنفذ ما يتفق عليه في شأن التسوية السلمية". ووصف المراقبون في بلغراد الإفراج عن الجنود الثلاثة بأنه شكل مفاجأة كبيرة أقدم عليها ميلوشيفيتش بقناعته الشخصية خصوصاً وان مسؤولين يوغوسلاف كانوا ابلغوا جاكسون قبل لقائه مع الرئيس اليوغوسلافي ان "الإفراج عنهم الأسرى مستحيل في ظل استمرار القصف الجوي". وساد اعتقاد في بلغراد ان قرار ميلوشيفيتش جاء نزولاً عند رغبة جاكسون و"ليظهر حسن نياته تجاه الشعب الاميركي كي تتوافر في الأوساط الأميركية مجالات لتبني اتجاه جديد". ولا يستبعد ان يكون الوفد الاميركي "جاء من الولاياتالمتحدة بإشارات محددة اعتماداً على استجابة ميلوشيفيتش لمطالبه". ووقع ميلوشيفيتش شخصياً قرار الإفراج عن الاميركيين، بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة اليوغوسلافية وبرر ذلك بقوله: "لا نرى في هؤلاء الجنود اعداء لنا، لأنهم ضحية الحرب والنزعة العسكرية". وتم تنفيذ القرار صباح امس في مقر المركز الاعلامي للجيش اليوغوسلافي في بلغراد، ووقع التسليم والتسلم كل من مساعد رئيس أركان الجيش اليوغوسلافي الجنرال بلاغوي كوفاجيفيتش و"رئيس البعثة الاميركية المناهضة للحرب" جيسي جاكسون وممثل عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفور التوقيع، اتصل الجنود الثلاثة بذويهم وأبلغوهم أنهم "أصبحوا احراراً". واعتبرت بلغراد ان مطالبة القس جاكسون الإدارة الاميركية بوقف الغارات الاطلسية "خير مثال على وجود شرائح انسانية مؤثرة في المجتمع الاميركي تعارض تدمير يوغوسلافيا". ونقل تلفزيون بلغراد عن جاكسون قوله لميلوشيفيتش: "إن من الضروري ان تكون الحروب من أمور الماضي وليست شؤوناً حاضرة ومستقبلية في العلاقات بين الدول والشعوب". وقوّم المراقبون توجه بلغراد نحو واشنطن بأنه "مؤشر على احباطها من الموقف الروسي". الاسرى الاميركيون يتحدثون وتحدث الاسرى الاميركيون الى الصحافيين في كرواتيا حيث توقفوا امس رويترز في طريقهم الى قاعدة عسكرية اميركية في المانيا0 واكدوا انهم عوملوا معاملة حسنة خلال احتجازهم في يوغوسلافيا. وقال احدهم ويدعى كريستوفر ستون 25 عاما ان "الحراس عاملونا معاملة طيبة. وكانوا طيبين معنا وشعرنا بقدر من الحزن ونحن نتركهم وراءنا في هذه الحرب الدائرة لأنهم عاملونا بانسانية". وذكر ان الكدمات التي ظهرت عليه خلال اللقطات التي بثها التلفزيون الصربي عقب نقلهم الى السجن، حدثت خلال عملية الاسر نفسها. واضاف انه لم يكن على اتصال برفيقيه خلال الاسر. لكنه كان يسمع صوتيهما عن بعد من وراء الابواب المغلقة. وكان الاسرى استقلوا صباحا حافلة رافقتها الشرطة العسكرية الكرواتية وسيارات من السفارة الى العاصمة الكرواتية التي توجهوا منها جوا الى قاعدة عسكرية اميركية في المانيا للقاء ذويهم0