رجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن تستضيف القاهرة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما قال مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» إن «المفاوضات ستعقد في القاهرة في حال حضور الرئيس باراك أوباما ليشهد انطلاقها». وكانت القاهرة مركزاً لمفاوضات مكثفة أجراها الرئيس حسني مبارك مع كل من الرئيس محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تناولت مرجعية المفاوضات وتوفير متطلباتها وفرص عقدها، خصوصا أن مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام ديفيد هيل سيتسلم الرد الفلسطيني في هذا الخصوص الأحد المقبل. وعقد مبارك في القاهرة أمس قمة مع عباس جرى خلالها استعراض آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والجهود المكثفة الرامية الى تهيئة الظروف والأجواء اللازمة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة على نحو يفضي إلى تحقيق حل الدولتين على أرض الواقع. وأطلع الرئيس الفلسطيني مبارك على نتائج لقائه الأخير مع المبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل. وحضر اللقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان، كما حضرها من الجانب الفلسطيني رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد والناطق باسم السلطة نبيل أبو ردينة. وأعقب المحادثات لقاء قمة بين الرئيس المصري والعاهل الأردني حضره من الجانب المصري رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ووزير الخارجية ورئيس الاستخبارات، ومن الجانب الأردني رئيس الوزراء سمير الرفاعي ورئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي ومستشار الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ومدير الاستخبارات الفريق محمد الرقاد وسفير الأردن في القاهرة هاني الملقي. كما التقى العاهل الأردني الرئيس الفلسطيني في استراحة الرئاسة في مطار القاهرة الدولي قبيل مغادرتهما مصر، وبحثا تطورات عملية السلام في ضوء الاستعداد لإطلاق المفاوضات المباشرة وجولة ميتشل الأخيرة في المنطقة. وأطلع عباس العاهل الأردني على نتائج محادثاته الأخيرة في رام الله مع المبعوث الأميركي. وأفادت مصادر فلسطينية مطلعة أنه كان من المفترض أن تعقد قمة ثلاثية تجمع مبارك وعباس وعبدالله «لكن مصر فضلت أن تكون اللقاءات ثنائية». وقالت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» إن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً في تحديد مكان عقد المفاوضات وزمانه، مضيفة: «أبلغنا الأميركيين بضرورة تحديد مرجعية للمفاوضات، وطالبناهم بأن يكون إعلان اللجنة الرباعية الدولية في موسكو في آذار (مارس) الماضي هو المرجعية، إذ يتضمن وقف الاستيطان ومرجعية إقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967». ولفتت المصادر إلى أن الأميركيين كانوا منفتحين وأبدوا تفهماً للموقف الفلسطيني الذي يتطلب تثبيت إعلان الرباعية، أي أن تعيد اللجنة الرباعية إصدار بيان يتضمن تلك الأمور. وأشارت إلى أن هذا الأمر ما زال يتطلب موافقة إسرائيلية، ومن المفترض أن يكون ميتشل عرض هذا الأمر على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الاربعاء الماضي لاتخاذ موقف في شأنه. وكشفت المصادر أن الأميركيين طرحوا على الفلسطينيين اقتراحاًَ كمخرج مناسب، لكنها رفضت الافصاح عن ماهيته، واكتفت بالقول إن «القيادة الفلسطينية ستستشير الأطراف العربية قبل إعطاء ردها»، لافتة إلى اللقاءات التي عقدها عباس مع كل من الرئيس المصري والعاهل الأردني، والزيارة التي سيقوم بها اليوم إلى قطر بصفتها رئيس المبادرة العربية، وكذلك اجتماع بالقيادة الفلسطينية، من اجل حسم الأمر في خصوص خيار العودة إلى المفاوضات المباشرة. ولم يدل أي مسؤول مصري أو أردني أو فلسطيني بأي تصريحات للصحافيين عقب القمم الثنائية التي عقدت في القاهرة أمس. وعلى غير عادة عباس لم يخرج للصحافيين، وكان هناك حرص من وفود الأطراف الثلاثة على التكتم والحرص في عدم الافصاح عن شيء، لكن مصادر فلسطينية أكدت ل «الحياة» أن المحادثات تناولت الصيغة الفلسطينية المطلوبة للعودة الى مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين، في إشارة إلى إعلان الرباعية الذي صدر في موسكو في آذار (مارس) الماضي. وقالت إن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً في تحديد مكان عقد المفاوضات وزمانه.