حمل رئيس مجلس الشورى البرلمان الايراني علي أكبر ناطق نوري بعنف على القوميين و"الحملة التي تنفذها عناصر مشبوهة في الداخل"، ووجه انتقادات شديدة الى وزير الثقافة عطاء الله مهاجراني القريب الى الرئيس محمد خاتمي، وذلك من دون ان يسميه، وحمّله مسؤولية "نشر الفساد". ولوّح بمحاكمة "الليبراليين" في حكومة مهدي بازركان محذراً من أنهم يريدون "التسلل" الى البرلمان في الانتخابات المقبلة. طهران - أ ف ب - وجه رئيس مجلس الشورى الايراني زعيم التيار المحافظ علي أكبر ناطق نوري أمس انتقادات شديدة الى اتساع "الحريات الخارجة عن السيطرة، والتي تستهدف الاسس الايديولوجية للثورة". وكان يتحدث في حضور مسؤولين عسكريين أمام ضريح الامام الخميني جنوبطهران، ودان "المؤامرات الثقافية" و"القوميين المزعومين" و"الحملة المنسقة التي تنظمها وسائل الاعلام الاجنبية وتنفذها عناصر مشبوهة في الداخل" وتأتي هذه التصريحات بعد تحذير مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي من أي انفتاح ثقافي وسياسي من شأنه اضعاف أسس النظام الايراني. وكان الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي الذي هزم ناطق - نوري في الانتخابات الرئاسية في أيار مايو 1997، دعا الاحد الى ارساء "ديموقراطية اسلامية" في بلاده، ودان الذين "يختبئون وراء مبادئ الثورة لاستبعاد منافسيهم السياسيين". وفي كلمته أمس خلال احتفال في ذكرى تحرير مدينة خورمشهر الايرانية خلال الحرب مع العراق 1980 - 1988، ندد رئيس البرلمان ب"المؤامرات الثقافية" التي يخطط لها اشخاص "يتذرعون بالحرية لينشروا الفساد والبغاء، ويشجعونهما في الاوساط الثقافية والاعلامية". وشدد على ان "العدو يسعى الى جعل شباننا غير مبالين" والى "زرع بذور الشقاق بين الشعب وقادته". وتستهدف هذه الانتقادات وزير الثقافة والارشاد عطاء الله مهاجراني القريب الى خاتمي، الذي أحبط محاولة المحافظين أخيراً حجب الثقة عنه في البرلمان. وانتقد ناطق نوري المعارضة الليبرالية التي يتغاضى عنها النظام، والتي بدأت تبرز شيئاً فشيئاً على الساحة السياسية، بعد انتخاب خاتمي، وكانت ظلت شبه سرية لسنوات. ودان رئيس مجلس الشورى "القوميين المزعومين والليبراليين في الحكومة الموقتة" التي رأسها مهدي بازركان لأشهر بعد اطاحة نظام الشاه عام 1979، مؤكداً انهم "قد يواجهون محاكمة اذا نظر في حالاتهم". واتهمهم بأنهم "يريدون التسلل" الى البرلمان خلال الانتخابات التشريعية العام المقبل، بهدف "ضرب اسس النظام". ودعا كل التيارات في النظام الى "الحد من خلافاتها السياسية والتوحد وراء المرشد" خامنئي، معتبراً ان "لا وجود لخلافات بين القادة" في شأن السياسة الخارجية. واقر بأن الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها ايران كبيرة ولكن من الممكن تسويتها "بالتضامن والتعاون". السجن لنائب "معتدل" على صعيد آخر، افادت صحف طهران ان القضاء الايراني حكم على نائب معتدل بالسجن ستة اشهر مع النفاذ، بعدما هدد بمسدسه أحد أعضاء مجلس مراقبة الانتخابات. واتهم مجتبي موسوي عجاك، النائب الاصلاحي عن منطقة كرمنشاه غرب، بتصويب مسدسه في اتجاه أحد اعضاء مجلس المراقبة خلال اجتماع عام في نيسان ابريل. وحكم ايضاً بدفع 500 ألف ريال نحو 80 دولاراً غرامة. واتهم النائب مرات بأنه هدد باستخدام سلاحه خلال النقاشات الحادة مع الاعضاء المحافظين في مجلس مراقبة الانتخابات، وذلك في ختام الانتخابات البلدية التي اجريت في شباط فبراير الماضي. ووجهت اتهامات الى المجلس بأنه رفض قبول طلبات عدد من المرشحين للانتخابات، لا سيما في طهران، على حساب الاصلاحيين. معروف ان هذه الانتخابات البلدية التي نظمت للمرة الأولى في ايران منذ الثورة، أدت الى فوز ساحق لمناصري الرئيس خاتمي، خصوصاً في طهران.