شدد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على ان "خيار السلام الذي اعلنه العرب جميعاً في القمة الاستثنائية في القاهرة عام 1996 يفرض على الجانب الاسرائيلي التزام متطلبات العملية السلمية والوفاء بالتزاماته وتعهداته لمواكبة ذلك الخيار، ودون ذلك فإن مأزق عملية السلام سيستمر مع ما ينطوي عليه من نتائج وخيمة على امن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها". وأكد تعاطف السعودية مع شعب العراق "المنكوب بحكومته"، مشدداً على ضرورة ان تفي الحكومة العراقية "التزاماتها بموجب قرارات الشرعية الدولية، واظهار نياتها السلمية تجاه جيرانها". جاء ذلك في كلمة القاها الأمير عبدالله خلال مأدبة غداء اقامها تكريماً له في قصر الكويرينالي في روما امس الرئيس الايطالي كارلو ازيليو تشامبي. وكان ولي العهد السعودي وصل الى العاصمة الايطالية المحطة الثانية في جولته التي بدأها في جنوب افريقيا وستشمل ليبيا والمغرب ومصر وسورية والأردن راجع ص6. وشدد الأمير عبدالله على ضرورة ايجاد حل عادل وشامل للنزاع العربي - الاسرائيلي بما في ذلك القضية الفلسطينية وموضوع القدس الذي يشكل "جوهر القضية". وحض على تنشيط عملية السلام، منوهاً بتأييد الاتحاد الأوروبي "حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين". وتطرق الى العراق قائلاً: "ان شعورنا بالألم والأسى لمعاناة الشعب العراقي الشقيق لا يعادله الا حرصنا على وحدة العراق وسيادته وسلامته الاقليمية". ونبه الى ان "المسؤولية تقع على عاتق النظام العراقي الذي رفض كل المبادرات المطروحة، ومنها المبادرة التي قدمتها بلادي لتخفيف معاناة اشقائنا، شعب العراق المنكوب بحكومته". وأعرب الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن القلق مما تشهده منطقة البلقان من "تطورات خطيرة ناجمة عن ما يتعرض له البان كوسوفو من اعمال وحشية وتطهير عرقي بغيض من قبل القوات الصربية". وايد المساعي الدولية لوقف "المذابح"، مشدداً على ضرورة خروج القوات الصربية من كوسوفو واعادة المهجرين ومنح الاقليم حكماً ذاتياً، ونشر قوات دولية تشارك فيها روسيا. وكان نوه ب"العمق التاريخي" للعلاقات السعودية - الايطالية، مذكراً بأن "ايطاليا بادرت بالاتصال بالمؤسس الراحل الملك عبدالعزيز، قبل اكتمال مسيرة التوحيد" للمملكة، من اجل تعزيز العلاقات بين البلدين. وأعرب عن تطلعه الى توسيع الروابط في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. وبعد وصول ولي العهد السعودي الى روما اجرى محادثات مع الرئيس الايطالي، تناولت قضية الشرق الأوسط والوضع في الأراضي العربية المحتلة وكوسوفو. وفي كلمته خلال مأدبة الغداء، شدد الرئيس كارلو ازيليو تشامبي على ان ايطاليا والسعودية "يمكنهما تقديم مساهمة كبيرة لتجاوز الازمات التي ما زالت تطوق ساحتي المتوسط والشرق الأوسط". واعتبر ان "الحوار بين الحضارات والثقافات من دون آراء مسبقة وعلى اساس الاحترام المتبادل من الند للند، اداة ذات اهمية اساسية للتعاون بين الشعوب". وأشاد وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني بالدور المهم الذي تقوم به السعودية في منطقة الشرق الأوسط "كعنصر توازن كما هي الحال بالنسبة الى ايطاليا في أوروبا". ونوه خصوصاً بالدور المهم للأمير عبدالله في تقوية العلاقات بين السعودية وأوروبا.