اظهرت الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة ارتفاع عدد المؤيدين للانسحاب الاسرائىلي من هضبة الجولان السورية المحتلة عام 1967 وتراجع شعبية الاحزاب المعارضة للانسحاب من الهضبة. وفي خطوة لافتة، نشرت صحيفة "تشرين" الحكومية في صدر صفحتها الاولى امس تحليلاً عن "الخريطة السياسية الحزبية" الاسرائىلية في ضوء نتائج الانتخابات. وكتبت انها اظهرت اتجاهين: "الاول بدء تفتت الاحزاب الكبيرة لمصلحة الاحزاب متوسطة الحجم والصغيرة. والثاني، تراجع ما يسمى باحزاب اليمين لمصلحة احزاب الوسط واليسار". واشارت الى ان "الضربة" التي تلقاها اليمين بخسارة "ليكود" وزعيمه السابق بنيامين نتانياهو وخروج بعض الشخصيات والاحزاب كلياً من الحلبة السياسية مثل حزب "تسومت" برئاسة رفائيل ايتان، يعودان الى التركيز على رفض "التنازل" عن الهضبة. ولفتت الى قول رئىس الوزراء السابق شمعون بيريز "ان ليكود بدأ يدرك ان سياسة ارض اسرائيل الكاملة أفلست". وتوقفت المصادر السورية الرسمية كثيراً عند خسارة حزب "الطريق الثالث" بزعامة افيغدور كهلاني مقاعده الثلاثة، مشيرة الى ان السبب هو تراجع مؤيدي استمرار احتلال الجولان ولان "برنامجه يقوم على مبدأ رفض الانسحاب من الجولان". وتوقعت الصحيفة ان يضم باراك حركة "شاس" الى حكومته ويتخلى عن حزب "ميرتس" لأن زعيمه يوسي ساريد اعلن رفض المشاركة في حكومة تضم "شاس"، مما يعني فتح الباب امام استقالة ارييه درعي. واعتبرت دمشق ان أهمية هذه الخطوة تكمن في ان المرشد الروحي ل"شاس" عوباديا يوسف "أفتى قبل سنوات بأن هضبة الجولان السورية لا تشكل جزءا مما دعاه ارض اسرائيل". كما قال عشية الانتخابات ان "الجولان ارض سورية وستعاد لسورية في اي تسوية. ويجب الاقرار بذلك الآن وعدم تضييع الوقت". وفي اطار ارتفاع مؤيدي الانسحاب من الهضبة، كتبت صحيفة "هآرتس" قبل ايام ان "قيادة مستوطنات الجولان، فهمت حتى قبل فتح صناديق الاقتراع ان الشعب الاسرائىلي لم يعد مع الاحتفاظ بالجولان". وتوقف مراقبون عند ارتفاع نسبة المصوتين لباراك من مستوطني الجولان الى 5،58 في المئة مقابل 5،41 لنتانياهو. واشاروا الى تراجع مؤيدي "الطريق الثالث" بين هؤلاء المستوطنين نحو 12 الفاً الى اقل من 14 في المئة بدلاً من 18 في المئة في انتخابات العام 1996. وكان باراك خاطب قبل الانتخابات المستوطنين في "كتسرين" في الجولان قائلا: "لم آت الى هنا لزرع الاوهام في شأن سلام من دون ثمن. سلام فاخر ليس فيه تنازلات وتسويات ومعضلات مؤلمة. للأسف الشديد ليس هناك شيء كهذا"، لافتاً الى ان خطته تستند الى "عمق الانسحاب بعمق السلام ونوعية الترتيبات الامنية والانذار المبكر". من هنا، يتضح كلام المسؤولين السوريين من ان "تحالفات" باراك ستعطي صورة عن توجهاته تجاه مفاوضات المسار السوري.