نفت مصادر ديبلوماسية فرنسية في لندن، أمس، ان تكون فرنسا تقف عقبة أمام محاولة الاردن خفض عبء الديون الخارجية المترتبة عليه لدى بعض الدول الصناعية السبع. وقالت ل"الحياة" إن العاهل الاردني الملك عبدالله، الذي يقوم حالياً بزيارة رسمية الى الولاياتالمتحدة، قد يتلقى "مفاجأة سارة" لدى زيارته فرنسا في بداية الشهر المقبل. وأوضحت ان ما تردد عن معارضة فرنسا لخفض دين الاردن الخارجي "ليس صحيحاً" مشيرة الى ان "بعض الدول ربما يكون روّج تلك الانباء لأهداف سياسية خاصة به". وشددت على ان فرنسا "لن تكون أقل مرونة او ايجابية من الدول الاخرى". وكانت مصادر اردنية مسؤولة ابلغت "الحياة" الاسبوع الماضي ان معارضة فرنسا خفض ديون الاردن لديها يعوق خفض ديون المملكة لدى اليابان التي تصر على ان أي خطوة من هذا النوع يجب ان تؤخذ بالاجماع من جانب الدول الصناعية السبع. ويذكر ان اليابان، التي يدين الأردن لها بنحو 8،1 بليون دولار، هي اكبر الدول الدائنة للأردن. وأوضحت المصادر الفرنسية ان ما قيل عن موافقة بقية اعضاء المجموعة على خفض ديون الاردن بنسبة 50 في المئة "ليس دقيقاً"، وان الحكومة البريطانية وعدت بأن "تبحث" في فكرة خفض الديون مع شركائها في المجموعة، ولم تلتزم خفضها. ووعد الرئيس الاميركي الملك عبدالله خلال لقائهما في البيت الابيض، اول من امس، انه سيحاول اقناع الدول الصناعية الكبرى بالمساعدة في تخفيف اعباء الديون الثقيلة للاردن. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى طلب عدم نشر اسمه ان الملك سأل كلينتون المساعدة في تخفيف ديون الاردن لدى مجموعة الدول الصناعية. واضاف ان كلينتون "وافق على ان يفعل ما في وسعه لمحاولة اقناع شركائه في مجموعة السبع بإعفاء الديون الاردنية او ايجاد سبيل لإعادة جدولتها او في وجه عام ايجاد سبيل لتخفيف هذا العبء على المملكة وهي تحاول اصلاح اقتصادها". وكانت الولاياتالمتحدة أعطت الاردن منحة خاصة مقدارها 250 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام. ومن المتوقع ان يوافق الكونغرس على منحة اضافية مقدارها 100 مليون دولار هذا الاسبوع. وقال كلينتون الذي كان يتحدث للصحافيين اثناء التقاط صور تذكارية مع الملك عبدالله، ان الولاياتالمتحدة فعلت كل ما في وسعها بشأن تخفيف ديون الاردن. واستدرك بقوله "لكني اعتقد ان الدول الاخرى يمكنها ان تفعل المزيد لتقديم يد العون، واني اعلم ان جلالته يسعى جهده من اجل هذا وأود ان ارى بعض الخطوات في هذا الشأن". ومن المقرر ان يعقد "نادي باريس" للدول الدائنة اجتماعا له في 18 حزيران يونيو المقبل في باريس للبحث في اعادة جدولة الديون الاردنية. ويتوقع ان تشمل الجدولة الجديدة جزءاً من الدين الاردني الخارجي الذي يبلغ نحو 7 بلايين دولار. كما ستعقد عواصم الدول السبع الكبرى لقاء قمة في كولون تتخذ خلاله قراراً بشأن خفض الديون الاردنية. يذكر ان فرنسا كانت الغت جزءاً من ديون كل من مصر وسورية بقرار سياسي اتخذ على اعلى المستويات. وكان العاهل الاردني دعا الى خفض قيمة الديون الخارجية المترتبة على المملكة بنسبة 50 في المئة.