صدر كتابان هذا الموسم في الولاياتالمتحدة حول الملاكم الأميركي المسلم محمد علي كلاي، الأول بعنوان "ملك العالم" في الملاكمة طبعاً، والثاني "أنا مميّز بعض الشيء" وفي كل شيء تقريباً! وليس غريباً أن يحتوي الكتابان الأول لديفيد رمنيك والثاني لجيرالد إرلي معلومات متشابهة وقصصاً بات يعرفها المعجبون بساحر الحلبة، المرفرف كفراشة واللادغ كنحلة. ويروي ديفيد رمنيك فصولاً من حياة كلاي الطفل والمراهق تمتاز بطرافتها، ناهيك عن غيابها من الكتب الأخرى التي تناولت حياة كاسيوس الحافلة بالمتغيرات والمتأججة بالعواطف والمواقف على السواء. ولعل ما سيفاجئ القارئ في الكتاب الأول ان كلاي خارت قواه وكاد يغمى عليه عندما حاول قبلته الأولى. صديقته آنذاك، اريتا سونيت، تقول بصراحة: "لم يكن يعرف كيف. ولذا كان عليّ أن أعلمه، ولما حاولت فقد وعيه بين يديّ، هكذا تماماً". كثيرة هي الطرائف المماثلة في كتاب رمنيك، والأكثر منها رواج ظاهرة إسباغ صفة "البطل الأميركي" في العامين الأخيرين على محمد علي كلاي، من خلال برامج استعادية متلفزة وعرض مطوّل للفيلم السينمائي حول مواجهته جورج فورمان، في زائير. تلك المواجهة التاريخية التي غيّرت وجه الملاكمة في العالم، وأدت إلى جلوس كلاي على عرشها، حتى إشعار آخر. ويذكر ان رمنيك هو رئيس تحرير "ذي نيويوركر" حالياً و"واشنطن بوست" سابقاً، إضافة إلى فوزه بجائزة بولتيزر عن كتابه "قبر لينين"، حول سقوط الستار الحديدي وتفكك السوفيات. أما جيرالد إرلي فهو مؤرخ وأكاديمي قام بجمع أبرز ما كتبته الطليعة الأميركية عن كلاي: طوم وولف، نورمن مايلر، لي روي جونس، جويس كارول أوتس وغيرهم. ونكتشف عبر الكتابين شخصية صادحة بالوضوح والطوية الطيبة على رغم مظاهر العنف الشفهي أحياناً. بل شخصية استطاعت ان تنتزع اعجاب خصومها ناهيك عن خصوم الملاكمة بصورة عامة مثل الكاتبة الكبيرة توني موريسون التي قالت في كلاي: "كان علي محارباً جميلاً وكان يعكس قامة جديدة للإنسان الأسود في أميركا. أنا لا أحب الملاكمة، لكنه كان ظاهرة على حدة. لديه جاذبية لطيفة بشكل فاضح!".