كان بطلاً من صغر أظافره التي لم تعرف يوماً النعومة، قهر أقوى الخصوم وتحدى أعتاهم، ورفض التسليم أو الاستسلام، وبعد رحلة طويلة من النزال مع أقوى الملاكمين، تبعتها رحلة صراع مريرة مع المرض، كان الموت وحده القادر على إجبار محمد علي كلاي على الاستسلام. توفي كلاي أسطورة الملاكمة الأميركي السابق عن 74 عاماً في فينيكس في ولاية أريزونا، ليخسر معركته الطويلة والأخيرة ضد داء باركنسون. وقال بوب غونيل المتحدث باسم عائلة بطل الملاكمة السابق إن «محمد علي كلاي توفي عن 74 عاماً بعد صراع مع داء باركنسون دام 32 عاماً». وأضاف أن «بطل العالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات توفي مساء الجمعة». وأوضح أن جنازة أشهر ملاكم في العالم ستنظم في مسقط رأسه لويزفيل في ولاية كنتاكي، من دون أن يحدد أي موعد. وتابع أن عائلة محمد علي كلاي «تريد التعبير عن شكرها لكل الذين رافقوها في أفكارها وصلواتها ودعمها، وتطلب احترام حياتها الخاصة». وأدخل محمد علي كلاي الذي يعاني منذ ثمانينات القرن الماضي من داء باركنسون، الخميس إلى مستشفى مدينة فينيكس في ولاية أريزونا، إذ يقيم مع زوجته الرابعة لوني، لمعالجته من مشكلات تنفسية. واعلن المتحدث باسمه بوب غونيل أنه «في حال صحية جيدة»، وأن «إقامته قد تكون قصيرة». لكن مصدراً قريباً من العائلة أكد الجمعة أن محمد علي كلاي «في حال خطرة جداً»، بينما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن أفراد عائلته يتدفقون على مستشفى فينيكس ليكونوا إلى جانبه. وقال مصدر قريب من عائلة كلاي: «إنه في حال خطرة جداً»، مؤكداً بذلك معلومات نشرتها وسائل أميركية عدة، بينها صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، وشبكة «إن بي سي نيوز». وقالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» نقلاً عن مصدر لم تحدده أنه قد لا يبقى على قيد الحياة أكثر من بضع ساعات. من جهته، ذكر موقع رادار أون لاين الإلكتروني المتخصص بأخبار المشاهير، أن عدداً من بنات محمد علي كلاي حضرن بسرعة إلى مستشفى فينيكس. وكان محمد علي كلاي أدخل المستشفى مرتين في نهاية 2014 وبداية 2015، بسبب إصابته بالتهاب رئوي والتهاب في الجهاز البولي. شارك كاسيوس كلاي مسيتره في دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960، وأصبح بطل العالم بحسب تصنيف الجمعية العالمية للملاكمة في 1964 بفوزه على سوني لينستون بالضربة القاضية في الجولة السابعة. وغير اسمه إلى محمد علي بعد اعتناقه الإسلام في 1964. وبعد أن أصبح بطل العالم بلا منازع في الوزن الثقيل، صدم الرجل «الأعظم»، كما كان يصف نفسه، الولاياتالمتحدة في 1967 برفضه أداء الخدمة العسكرية والتوجه للقتال في حرب فيتنام. وسجن وجرد من الألقاب التي حصل عليها ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة، قبل ان يصبح مجدداً بطل العالم في 1974 بحسب تصنيف الجمعية العالمية والمجلس العالمي بفوزه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة على جورج فورمان، فيما أطلق عليه تسمية «معركة في الأدغال» في كينشاسا بزائير التي أصبحت اليوم جمهورية الكونغو الديموقراطية. وخسر لقبه بالنقاط أمام ليون سبينكس في 15 شباط (فبراير) 1978، ثم استعاده في 15 أيلول (سبتمبر) من السنة نفسها. واستعاد محمد علي اللقب للمرة الثالثة بفوزه على لاري هولمز في لاس فيغاس بالضربة القاضية في الجولة العاشرة في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 1980. أنهى محمد علي كلاي حياته المهنية بهزيمة بالنقاط أمام تريفور بيربيك في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1981 في مركز الملكة إليزابيث الرياضي في ناساو. وفي 2005، منح وسام الحرية الرئاسي، وهو أرفع وسام مدني في الولاياتالمتحدة. وأصبح ظهوره علناً نادراً تدريجياً. وكان آخر تجمع عام شارك فيه في فينيكس عشاء لجمع تبرعات للأبحاث لمكافحة داء باركنسون.